خلوتُ إلى الهمومِ وما أراها
تفارقُ .. مهجتي .. إلا قليلا
تدق .. ببابيَ الموصودِ دقًّا
أكابدُ حِمْلها العاتي الثقيلا
أقول لها غزا رأسي مشيبٌ
دعيني وابحثي عنِّي بديلا
ألمَّ بمعصمي قيدٌ كئيبٌ
وأورثني الأسى قلبًا عليلا
فهلَّا راحةٌ تاقتْ إليها
حياةٌ لم أجدْ فيها خليلا
يخففُ لوعتي ويصُدُّ عني
همومًا خلَّفَتْ قلبًا قتيلا
أكابدها وغيمُ الدهرِ يُزجَى
مطيرًا يُرسلُ الهمَّ الوبيلا
بجنح الليل لي قلبٌ يُرجِّي
ويشكو همَّهُ الربَّ الجليلا
فلما أن بَدَتْ للصبحِ شمسٌ
تلألأ وجهُها الزاهي جميلا
فترتحلُ الهمومُ تغيبُ عنّي
وكانتْ قبلُ لا ترضَى الرحيلا