قال مفتي مصر الدكتور نظير محمد عياد، إن ما يحدث في غزة هو البوصلة التي تحدد مفاهيم الفقه الجديد، وصوت الحق وضمير الأمة الحي، موضحا أن استهداف الإنسان يؤكد أهمية أن ينهض الضمير العالمي والقلوب الرحيمة بالوقوف وقفة إنسانية لوقف شلال الدماء.
وأضاف المفتي أن أهل غزة الصامدين الثابتين على الحق ضربوا المثل في المثابرة والدفاع عن الكرامة والحرية، مؤكدا أن مصر لا تزال هي الحصن الحصين في الدفاع عن القضية الفلسطينية ووقف مخططات التهجير.
أن العصر الحاضر شهد تطورا كبيرا مع وجود الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي يهدد هذا التطور يتحول الخطاب الديني من خطاب تفاعلي ومؤثر يتعايش مع الواقع المجتمعية إلى خطاب جاف وخطير على تغير الفتوى.
وأضاف المفتي خلال كلمته بمؤتمر “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي” اليوم الثلاثاء، أن تدخل الذكاء الاصطناعي في الفتوى وإخلال الآلة مكان المفتي، يجب التعامل معه بشيء من الحكمة، من خلال العمل على تسخيرها لخدمة المقاصد الشرعية، وتحقيق الأهداف السامية
وبناء تصور دقيق للواقع الذي يراد الإفتاء فيها، وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والدينية، موضحا أن يجب العمل بهذه التقنية من خلال الضوابط التي تخدم الفتوى، ولا تحولها لمجرد خوارزميات جامدة.
وحذر من انزلاق الأنظمة الذكية نحو الهلوسة، وتمريرها في وعي المستفتي، موضحا اه يتم العمل على تدريب نظام ذكي الاستنباط القواعد الفهية، وفهم الفرق بين العام الذي أريد به الخصوص والخبر المفيد عن الإنشاء والضوابط اللغوية التي يتأسس عليها فهم النصوص الشرعية التي لا يتقنها الحاسوب.
وأكد على ضرورة فقه تمييز المقاصد ووضع الأطر العامة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لفهم الفتوى. وعدم ترك الأمر لشركات التكنولوجيا، بل وضع الأمر عند أهله من العلماء الذين يجمعون بعلوم الشرع وفهم الواقع.