في مشهد يختزل مأساة غزة وصمودها، يقف مقاتل جريح بجسده النحيل وملابسه البسيطة وقاذفه المحلي الصنع، أمام دبابة إسرائيلية ضخمة تزن سبعين طنا، ليقدم صورة البطولة التي تتحدى الموت وتاريخ الاحتلال الذي يدهس الإنسان والحجر.
مشاهد طافت العالم
تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، وقنوات فضائية، مشاهد لمقاتل من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وهو يواجه دبابة إسرائيلية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، رغم إصابته البليغة، حيث ظهر المقاتل ممسكا بقاذف ياسين 105 محاولا استهداف دبابة ميركافا قبل أن تدهسه بجنازيرها وهو لا يزال حيا في مشهد يجسد بطولة المقاومة الفلسطينية.
اغارة على موقع للكيان
وأعلنت كتائب القسام في بيان عبر تطبيق تليغرام أن مقاتليها نفذوا عملية إغارة على موقع عسكري إسرائيلي مستحدث جنوب شرق خان يونس بقوة قوامها فصيل مشاة، حيث اقتحم المقاتلون الموقع واشتبكوا مع جنود الاحتلال واستهدفوا عدة دبابات ميركافا ب 4 بعبوات الشواظ وقذائف الياسين 105 وقصفوا منازل تحصن فيها الجنود بست قذائف مضادة للتحصينات بالإضافة إلى إطلاق نيران رشاشة كثيفة.
وأضاف البيان أن عدداً من المجاهدين اقتحموا تلك المنازل وأجهزوا على جنود الاحتلال داخلها من مسافة صفر باستخدام الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية كما تمكنوا من قنص قائد دبابة ميركافا 4 وإصابته إصابة قاتلة.
قصف الموقع بالهاون
ولفتت كتائب القسام إلى أن مقاتليها دكوا المواقع المحيطة بقذائف الهاون لقطع النجدات عن العدو، كما دكوا موقع العملية نفسه بقذائف هاون أخرى لتأمين انسحابهم، مشيرة إلى أن أحد الاستشهاديين فجر نفسه في قوة الإنقاذ الإسرائيلية عند وصولها ما أوقع جنودها بين قتيل وجريح.
وأكد البيان أن العملية استمرت لساعات عدة وأن الطيران المروحي الإسرائيلي هبط لإجلاء الجرحى والقتلى.
شجاعة فريدة لمقاتلى القسام
وعلى منصات التواصل الاجتماعي أشاد الناشطون بشجاعة المقاتل الجريح الذي واجه الدبابة حتى لحظة استشهاده وكتبوا أن المشهد يرمز إلى بطولة المقاومة التي تواجه آلة الحرب الإسرائيلية بإمكانيات محدودة مؤكدين أن هذا البطل قاتل حتى الرمق الأخير رغم عدم التكافؤ في العتاد.
وأبرز مغردون صورة جسده النحيل وحذائه العادي وقاذفه المحلي الصنع في مواجهة دبابة متطورة تكلف ملايين الدولارات مشيرين إلى أنه لم يأسقط سلاحه حتى النهاية.
كما رأى نشطاء أن مشهد الدعس يكشف حجم الحقد الإسرائيلي والتواصل المباشر للمقاومين مع قوات الاحتلال محذرين في الوقت نفسه من تزييف بعض تفاصيل المشهد حيث أوضحوا أن أحد الشهداء استهدف بقصف مسير قبل أن تدعسه الدبابة.وخلاصة القول إن هذا المشهد ليس مجرد لحظة بطولة عابرة بل هو قصة صمود شعب يرفض الانكسار