الأثنين مايو 20, 2024
أقلام حرة

أحمد سعد فتال يكتب:

مقتل 4 ضباط للحرس الثوري بدمشق.. أين «سيادة» الأسد؟

«اغتيال شخصية جديدة في سيناريو ليس بجديد»، هذا ما يمكن أن نلخّص به الحادثة التي وقعت اليوم في العاصمة السورية دمشق، حيث شنت طائرات يهود غارة على منطقة «المزة فيلات» أدت إلى مقتل عدة ضباط في الحرس الثوري الإيراني.

الحرس الثوري أعلن مقتل 4 من مستشاريه العسكريين بالغارة الصهيونية على العاصمة دمشق، مضيفاً أن الغارة أودت أيضاً بحياة عدد من عناصر ميليشيات الأسد.

التلفزيون الرسمي الإيراني قال إن القصف أسفر عن مقتل مستشارين في الحرس الثوري، هما مسؤول استخبارات «فيلق القدس» سردار حاج صادق أوميد زاده، ونائبه الحاج غلام محرم.

من جانبه، أفاد موقع «صوت العاصمة»، المتخصص بأخبار دمشق وريفها، بسقوط 8 قتلى بالهجوم الصهيوني على دمشق، دون توضيح ما إذا كان جميعهم من الحرس الثوري، أو أن بينهم مدنيين.

لم يعد خبر اغتيال قيادي في الحرس الثوري الإيراني فريداً من نوعه في الأسابيع الفائتة، وذلك بعدما حملت السنوات الماضية في طياتها مئات الهجمات التي شنها جيش الاحتلال على مواقع ميليشيات إيران ونظام الأسد، بيد أن تلك الهجمات لم تكن تستهدف شخصيات قيادية، على خلاف الضربات الأخيرة.

فقد اغتال كيان يهود المستشار في الحرس الثوري، رَضي موسوي، يوم 25/12/2023، بقصف منزله في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وقد وصف التلفزيون الإيراني “موسوي” بأنه “أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سوريا”.

القصف الصهيوني المتكرر على دمشق يعيد إلى الأذهان نكتة «السيادة الوطنية» التي لا يزال نظام الإجرام يلوّث أسماعنا بها، وهي «لسيادة» التي لم يبق منها شيء إلا اسمها، ليس بسبب هجمات كيان يهود فقط، إنما لاحتلال قوات أميركية وروسية أجزاء من سوريا، فضلاً عن الميليشيات الإيرانية المبعثرة على أطراف ووسط البلاد.

نظام الأسد العميل، الذي جعل البلاد مرتعاً للوجود الأجنبي، ترغب الولايات المتحدة بتعويمه وسكب الشرعية عليه من جديد، كما أن هذا النظام الذي لم يستطع حتى حماية من يصفهم بـ«حلفائه» من الإيرانيين، تريد أميركا من أهل سوريا أن يثقوا به، ويعيشوا في ظله، وينخرطوا معه في تسوية سياسية وفق القرار الأممي 2245.

لقد انصاعت الفصائل العسكرية في الشمال السوري المحرر للرؤية الأميركية للحل في سوريا، وهي رؤية لا يجوز أن يقبل بها مسلم مخلص وثائر شريف، لأنها تعيد أهل سوريا إلى حظيرة العبودية لنظام الأسد المدعوم من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي أعطته ضوءاً أخضر لإبادة المسلمين في سوريا، وتتجه لمنحه «صك غفران» على الجرائم التي ارتكبها.

إن الحقائق الشرعية، والأهداف الثورية، تؤكد أن العصابة الحاكمة في سوريا لا يمكن التفاهم معها أو السماح بوجودها مطلقاً، وإن هذا النظام الخائن مهما ينال من دعم دولي (عبر إمداده عسكرياً أو اختراق الفصائل الثائرة ضده) يبقى إسقاطه واجب الوقت، فليجمّع الثائرون الصادقون صفوفهم، وليفككوا قواعد الاشتباك التي رسمها لهم أعداؤهم، وليكونوا موقنين أن النصر سيكون أقرب مما يتوقّعونه لو صدقوا الله في أنفسهم، قال تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا  وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا  إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.

أحمد سعد فتال/ ناشط سياسي.

منتدى قضايا الثورة

Please follow and like us:
أحمد سعد فتال
ناشط سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب