الجمعة أكتوبر 11, 2024
أقلام حرة

د. سامي خاطر يكتب:

ملالي إيران؛ لم يدخلوا الدول العربية لكي يحرروها أو يخرجوا منها

مشاركة:

يقول أحد المقربين من ولي فقيه الملالي والقطعان المُنتفعة: «إننا لم ندخل هذه الدول العربية لكي نخرج منها»، وهنا أقول لكم أفيقوا أيها العرب والمسلمون أفيقوا وانتبهوا للدمار الحاصل فيكم وفي عقيدتكم السمحاء.. يقول هذا أنهم لم يدخلوا فلسطين لكي يخرجوا منها لكنهم لم يحرورها وضعوا هنا مليون علامة تعجب ومليون علامة استفهام..

ولكن لماذا دخلوها ولم يحرروها وقد قالها كبيرهم الذي علمهم السحر وجعل للقدس يوماً واحتفالاً؛ قال قبل وأثناء الحرب الإيرانية العراقية إن طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء أي أنه يريد تحرير كربلاء معتبراً أن أهل العراق أعداء، لذلك يريد تحرير كربلاء أي تحرير العراق برمته من أهله بمعنى أنه لابد وأن يحتل العراق بتلك المبررات وما أشبهها بمبررات احتلال فلسطين من قبل العصابات الإرهابية التي ألقى بها الاحتلال البريطاني على أرض فلسطين، وبالعودة إلى كربلاء التي يريد أن يحررها كبيرهم خميني وكأنها كانت في أيد العِدا، ولو كانت في أيد العِدا ما قاتلوا وما حرروها؛ وعليه انتظروا تحرير كربلاء وغزو العراق على أيدي البغاة.. بغيٌ يرفع شعار الدين يحالفُ بغيٍ يرفع شعار حقوق الإنسان كي يحرر الملا خامنئي خليفة الملا خميني القدس.. والقدس طُهرٌ حاشى أن يحررها رجس، وها هم في كربلاء منذ عقدين فلا صَلُح حال كربلاء ولا تحررت القدس وها هي غزة يخذلونها في أول الطريق وعذرهم أنهم لا حدود لهم مع فلسطين ولم يرسلوا جنودا لسوريا الملاصقة لفلسطين المحتلة، وعلى افتراض أن العراق ليس جارا لسوريا وبإمكان مرتزقته المتطوعين بالملايين على حد قوله أن يسيروا إلى فلسطين سيرا لو صدق، ولكن هل يصدق المخادع الكاذب في القول والفاجر في الخصومة، وهل فعل ذلك بعد ن دافع عنه حلفائه الغربيين.

الحقيقة فعلا كما قالوها زلة لسان أنهم لم يدخلوها ليحرورها ولم يدخلوها ليخرجوا منها بل دخلوها ليتقاسموا النفوذ في المنطقة مع الغرب وعصاباتهم بالمنطقة وما يدريكم لعل الملالي متحالفين سراً مع الغرب ضد روسيا والصين.

نعم،لم يدخل ملالي إيران الدول العربية لكي يحرروها أو يخرجوا منهابل دخلوها لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وعسكرية مختلفة.

الأهداف السياسية والاقتصادية لملالي إيران في الدول العربية:

  • نشر التطرف والإرهاب وتأسيس ودعم جماعات متطرفة مسلحة موالية للملالي ووفق نهجم.

  • توسيع نفوذ وهيمنة ملالي إيران في المنطقة.

  • خدمة مصالح الغرب والأمريكان في المنطقة.

  • الوصول إلى الموارد الطبيعية في المنطقة واستنزافها كما يفعلون مع العراق الآن.

  • تعزيز التجارة مع الدول العربية بما يخدم مصالحهم.

  • تأمين خطوط إمداد بديلة للنفط والغاز.

الأهداف العسكرية لملالي إيران في الدول العربية:

  • نقل صراعاتهم السياسية والعسكرية خارج أراضيها.

  • استخدام أراضي العرب ومواردهم لدعم توسعات الإمبراطورية التي لن تقف عند حد ما وصولا إلى سواحل أفريقيا على المحيط الأطلسي.

  • مواجهة التهديدات التي تواجههم على أراضي العرب حفاظا على نظامهم، وحتى لا يضطرون إلى القتال أمام منازلهم داخل إيران وهذا باعترافهم.

  • توسيع نفوذها عالميا باحتلال واستخدام المنطقة وأبنائها كأدوات لخدمة مشاريعهم.

هذا وقد بدأت نماذج هذه الأهداف بدءا بالحرب الإيرانية العراقية،والفتنة في لبنان،والحرب الأهلية السورية، والحرب في اليمن، واستهداف الأردن.. وبعد ذلك سيدخل الملالي في صراعات مباشرة مع دول المحيط العربي.

بعض الأمثلة على تدخلات ملالي إيران في الدول العربية:

  • دعم ملالي إيران لأحزابوميليشيات عراقية قومية وطائفية وتمكينها من العملية السياسية في العراق خدمة لمصالحهم.

  • دعم ملالي إيران لأطراف شيعية لبنانية وتمكينها من العملية السياسية في لبنان خدمة لمصالحهم.

  • دعم ملالي إيران لحزب الله اللبناني على مد أذرعه في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين.

  • دعم ملالي إيران للحوثيين في اليمن.

  • دعم ملالي إيران لنظام الأسد في سوريا.

  • عمل ملالي إيران والميليشيات التابعة لهم على نشر المخدرات في العراق وسوريا واليمن والأردن ولبنان ودول عربية أخرى.

وعلى الرغم من هذه التدخلات السافرة والمخلة التي كانت ولا زالت قائمة إلا أن ملالي إيران فوق هذه كله يعملون على التطبيع مع الدول العربية ولا ندري أي تطبيع هذا الذي لا يرتكز على حسن النوايا والمساعي، ولا زالت هذه التدخلات قائمة وستبقى ما بقي الملالي وسيبقى التوتر والاضطراب سيد الموقف في المنطقة.

يتجاهل العرب والمسلمون حجم خطورة نظام الملالي على بلادهم وعلى عقيدتهم الإسلامية السمحاء وذلك لما يشكله نهج الملالي وفكرهم من تشويه على الإسلام ومساسا بقدسيته.. نعم، هناك اتفاق عام على أن نظام الملالي الإيراني يشكل خطراً كبيراً على العرب والمسلمين، ورغم هذا الإجماع على هذا الخطر الكبير إلا أنه لا يوجد هناك إجماعاً بين العرب والمسلمين على ضرورة مواجهة هذا النظام ووضع حد لتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية، وسيبقى هذا الخطر قائما وماساً بصلب العقيدة الإسلامية وكرامة المسلمين ما لم يزول هذا النظام من الوجود.

الملالي لم يدخلوا فلسطين لكي يخرجوا منها ولم يحرروها

هذا صحيح، لم يدخل الملالي فلسطين لكي يخرجوا منها، ولم يحرروها. ولن يحرروها ولن يحررها إلا أهلها وسيبقى الملالي مجرد تجار أزمات وشعارا، ولم يؤدي تدخل ملالي إيران في الشأن الفلسطيني إلا للفُرقة والتفتت وإضعاف الصفوف وتسيد جماعات متطرفة على الموقف والشرعية الفلسطينية بدعم من ملالي طهران وقد قالها المُلا إبراهيم رئيسي المسمى بـ جلاد 1988 قبل أيام إذ قال: (حماس هي السلطة الفلسطينية الشرعية) ونشرت قوله وسائل إعلام رسمية إيرانية وتلك تصريحات غير مسئولة والمفروض على العرب أن يردعوا تلك التصريحات وكافة تدخلات الملالي في فلسطين والمنطقة.

ونتيجة لتدخل إيران السلبي في القضية الفلسطينية، فإن الفلسطينيين لم يحققوا أي تقدم في تحرير بلادهم فحسب، بل على العكس فقد أصبح الوضع الفلسطيني اليوم أكثر تعقيداً وصعوبة من ذي قبل، ويستخدم ملالي إيران القضية الفلسطينية كورقة للتجارة والمساومة والابتزاز وإدارة الصراعات ووسيلة من وسائل زعزعة الاستقرار في المنطقة وهو ما يتيح لهم مساحة وفرص أكبر للهيمنة والنفوذ في المنطقة، كما يلبي ذلك التدخل رغبتهم في تحويل الأنظار عن مشاكلهم الداخلية وبالتالي نقل أزماتهم وصراعاتهم بعيداً عنهم وعلى أراضي غيرهم كما أسلفنا، وما يجري من كوارث ومصائب الآن على الشعب الفلسطيني هو نتاج لسياسة الاستهتار التي يتبعها الملالي في المنطقة وأكثر في فلسطين.

ملالي إيران يخذلون غزة

   بلا أدنى شك ولم يعد الأمر خافيا على أحد ولا مجال لتزيين المواقف وتبرير الكلمات.. فماذا سيبرر المبررون موقفاً تصريحاً  إثنين ثلاثة.. عشرين .. لقد خذل الملالي غزة في بداية الطريق بحجة أنهم لا حدود لهم مع فلسطين،وقد وعد الملالي الفلسطينيين أنهم معهم وإلى جانبهم على كافة الأصعدة وأن حواريي الملالي أيضاً إلى جانبهم والآن لا تجد فأراً واحداً منهم إلى جانب الفلسطينيين، لقد غدر الملالي كعادتهم، وهذا ليس بجديد فهو طبعٌ متأصلٌ فيهم ولن يتغير ومن لا يستفيد من تجارب الأيام والسنين فليراجع نفسه ذلك لأن الخلل فيه قبل الملالي، واليوم يقول الملالي إنه لا علاقة لهم بما يجري ويحدث الفصائل الفلسطينية حرة وتعمل وفق إرادتها.. وننبه أشقائنا الفلسطينيين غدا عندما يمن الله عليكم بالنصر والفلاح بعد أن غدر بكم الملالي وخذلوكم ستجدون أول من يتبجح بالنصر وينسبهم لذاتهم هم الملالي.. خذلك الملالي يا فلسطين.. خذلوكم الملالي يا أهل غزة الأحرار المظلومين خذلوكم وهذا طبعهم ولن يتغير أبداً.

لقد أى الملالي ما عليهم من واجبات في المنطقة وفي فلسطين خدمة للغرب ولسلطات الاحتلال في فلسطين ومن يحلل كل تلك الأحداث والمواقف لا يجد مستفيدا من نهج الملالي في فلسطين والمنطقة سوى أنفسهم والأمريكان وسلطات الاحتلال.

لقد كان خذلان الملالي لغزّة أكبر غدر يتعرض له الفلسطينيين وأضروا بالقضية الفلسطينية ضرراً كبيراً وما يحدث من جرائم وإرهاب ومعاناة للفلسطينيين في غزة اليوم يتحمل مسؤوليته ملالي إيران ، وعلى الشعب الفلسطيني القيام بعدة خطوات للرد على خذلان الملالي وحزب الله ومن هذه الخطوات الاعتماد على النفس في تحرير وطنهم المقدس كما عهدناهم وألا يثقوا سوى بإرادتهم وعون الله والشرفاء الأحرار لهم، وأن يتبعوا كل سبيل يوحد صفوفهم ويقوي لِحمتهم الوطنية، وعلى العرب والمسلمين أن يفوا بعهودهم تجاه فلسطين أرضا وشعبا ومقدسات.

وفيما أوردناه في هذا المقال لم نأتي بشيء من عندنا بل هي أقوال ملالي إيران وتصريحات حلفائهم الذين حالفوهم في غزو العراق ودافعوا عنهم في قضية الحرب في غزة.

أما العرب إن أرادوا خلاصا من نظام الملالي وما يتأتى من تحت رأسه من كوارث فلا خيار لهم سوى الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته ومشروعهم الرامي إلى إقامة إيران ديمقراطية حرة وغير نووية مزدهرة ومستقرة تلبي مطالب جميع مكونات الشعب الإيراني وتحترم مبادئ حسن الجوار والقيم والقوانين والأعراف الدولية..

أسقطوا ملالي طهران يا عرب.

د. سامي خاطر / أكاديمي وأستاذ جامعي

Please follow and like us:
د. سامي خاطر
أكاديمي وأستاذ جامعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *