الجمعة نوفمبر 1, 2024
أقلام حرة

ملالي طهران وحُلم إمبراطورية ولاية الفقيه في المنطقة!

مشاركة:

بقلم: د. سامي خاطر

  وهمهم مجرد وهم لا يقبله المنطق؛ لكن تخاذلنا هو من سيحول الوهم إلى حقيقة تقترب من الوجود وابتلاع الجميع كوباء لن يبقي ولن يذر..

موضوع إقامة إمبراطورية ولاية الفقيه في المنطقة من القضايا المُثارة في أوساط البسطاء المغرر بهم، موضوعٌ يُثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق ملالي إيران ذلك الهدف وهو سؤال مهم لا يحتاج إلى جواب فحسب بل يحتاج إلى التعاطي مع هذا التوجه بمنطق مكافحة الفيروسات فتحقيق ذلك ممكنا في ظل حالة التراخي العربي أمام استفحال نظام هش لا يمثل شرعية في إيران كما أنه لا يُمثل سوى فئة ضئيلة من الشيعة؛ ويعارض أغلبية الشيعة نظرية ولاية الفقيه وإمبراطوريتها.

  لا تُشكل نظرية “ولاية الفقيه” نظرية دينية أساسية في إيران بل هي عقيدة سياسية لدى فئة من الملالي اللاهثين وراء السلطة تُمنح بموجب هذه النظرية سلطة مطلقة لواحد ممن يتفقون عليه وينعتونه بالفقيه الجامع لشرائط معينة سواء جمعها أو لم يجمعها المهم أن الحاشية من صنفه اتفقت عليه ليُصبح حاكماً شرعياً على افتراض أنه ينوب عن الإمام المهدي المُنتظر في غيبته حسب ما يُشيعون ويدعون.. وهذا أمر غير صحيح وفقاً لثوابت المذهب الجعفري الذي يشترط شروطا قاسية واجب توفرها فيمن يُطرح فقيهاً في المجتمع، ومن هنا فإن نظرية “ولاية الفقيه” ما هي إلا أكذوبة سياسية أخرجها ملالي إيران من وعاء الدين للهيمنة على السلطة في إيران والتوسع في المنطقة وأدواتهم لهذا التوجه هي الخطاب المخادع والميليشيات والمال والسلاح والمخدرات، وبالتالي هي تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي.

يُشرع المدافعون عن هذه النظرية وفق أهوائهم ويستندون على أحاديث وروايات تسند هواهم وعلى تفسيرات خاطئة لآيات القرآن ويُشيرون إلى سيرة بعض الأئمة من آل البيت مُدعين أنهم مارسوا السلطة وأنهم يسيرون على خطاهم وهذا ادعاء غير صحيح، وفي حين يريدون تطبيق هذه التفسيرات لأجل نظريتهم يغضون النظر عن تفسيرات كثيرة تصون العباد والعقيدة، ويشكك المنتقدون لهذه النظرية في صحة بعض الأحاديث ومن هنا فإن هذه النظرية نظرية هوى، وقد تتفق نظرية ولاية الفقيه فيما بينها وبين المرجعية الدينية لكن بعض مراجع الدين يرفضون هذه النظرية التي تُرسخ لسلطة الفرد المُطلقة دون مشاركة الشعب.

 أكذوبة ولاية الفقيه؛ وحُلُم الهيمنة على المنطقة

هل من الرشد والمعقول أن يطالب ملالي إيران الآخرين بالإلتزام بالعقائد في حين أنهم هم أنفسهم ممن أسرف في هدم تلك العقائد؟

لن تحتاج إلى جهد كبير حتى تتعرف ماهية الأوضاع الجارية في إيران فسلوك ملالي إيران وممارساتهم الدينية والاجتماعية والسياسية يفضحهم ويُبرز تناقضاتهم إذ يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، فالفساد المالي وفساد السلطة والمساس بأرواح وحقوق وكرامة وأعراض العباد لا يُشير أبدا إلى أي نوع من الانضباط الديني أو أي تطبيق للشريعة سوى الشعار المرفوع، وهكذا تأسست سلطة الملالي بالباطل واستمرت به وستنتهي به.. ولقد رفضت غالبية الشعب الإيراني نظرية ولاية الفقيه كما لا تحظى هذه النظرية بالقبول الكامل حتى في أروقة نظام الملالي نفسه.

 على الرغم من أن هذه النظرية قد ماتت مع مؤسسها وقد وُلِدت ميتة منذ البداية، وستموت بقاياها في إيران، وكذلك مؤثراتها وبدعها في أوساط دول وشعوب المنطقة بعد انكشاف أمر الملالي وافتضاح مؤامراتهم، لكن المؤسف هنا أن جمهورية الوهم هذه قد تتحول إلى إمبراطورية إقليمية بين عشية وضحاها ليس بسبب اقتدارها ولكن بسبب الخنوع والتسليم لعصاباتها الحاكمة ومرتزقتها، وأما القبول بهيمنة ملالي إيران يتوقف على الوعي الديني لدى شعوب ودول المنطقة، والموقف السياسي من ملالي إيران وهذا أمر يجب أن يلعبه الإعلام العربي إن حضر.

في الختام نعود فنقول إن إقامة إمبراطورية ولاية الفقيه تعتمد على تطورات الأحداث في المنطقة، والموقف العربي من ملالي إيران، وقدرة الملالي على البقاء.

د. سامي خاطر / أكاديمي وأستاذ جامعي

د. سامي خاطر
أكاديمي وأستاذ جامعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *