سُجّلت أول رحلة مباشرة من إسرائيل إلى سوريا منذ حرب تشرين عام 1973، حيث توجه عضو الكونغرس الأميركي الدرزي إبراهيم حمادة، النائب عن ولاية أريزونا، من القدس إلى دمشق في زيارة استمرت ست ساعات. وخلال الزيارة، التي وصفها حمادة بأنها “غير مسبوقة من القدس إلى دمشق”، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد حسن الشيباني.
ناقش حمادة مع الشرع والشيباني ملف إعادة جثمان المواطنة الأميركية كايلا مولر، التي اختُطفت في حلب عام 2013 على يد مسلحي تنظيم “داعش” وقُتلت لاحقًا، دون أن يُعثر على جثمانها حتى الآن. كما تطرق اللقاء إلى ضرورة إنشاء ممر إنساني آمن لإيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى محافظة السويداء، التي شهدت في الآونة الأخيرة اشتباكات مسلحة بين مقاتلين موالين للحكومة وعناصر من الطائفة الدرزية، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
إلى جانب الملفات الإنسانية، تناولت المحادثات مسألة انضمام سوريا إلى “اتفاقات أبراهام” وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في سياق جهود إقليمية أوسع لدفع مسار التسويات السياسية وفتح قنوات تعاون جديدة في الشرق الأوسط.
حمادة، وهو ضابط سابق في الاستخبارات الاحتياطية للجيش الأميركي، شدد خلال لقائه على أن بناء سوريا موحدة يتطلب توفير الأمن والسلام لجميع مكوناتها، بما في ذلك الأقليات المسيحية والدرزية والكردية والعلوية وغيرها. وأكد دعمه لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع بعض العقوبات عن سوريا لتسهيل إعادة إعمارها، مع التأكيد على أن الكونغرس يجب أن يراقب التزامات الحكومة السورية تجاه واشنطن والمجتمع الدولي.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس بالنسبة لسوريا والمنطقة، حيث تشهد البلاد جهودًا متعثرة لإعادة الإعمار بعد أكثر من عقد من النزاع، وسط محاولات لإعادة صياغة التحالفات الإقليمية. ويمثل انتقال حمادة في رحلة جوية مباشرة من إسرائيل إلى سوريا سابقة تاريخية لم تحدث منذ نحو خمسة عقود، ما يعكس تحولات في مسار الاتصالات الدبلوماسية وفتح الباب أمام احتمالات جديدة لمسار التطبيع.