مماطلة إيران في تنفيذ التزاماتهاالنووية يهدد بوصول المفاوضات مع واشنطن لطريق مسدود

في السنوات الأخيرة، أصبحت برامج إيران النووية واحدة من أكثر الموضوعات حساسية وإثارة للجدل على الساحة الدولية. كشفت التسريبات الأخيرة، لا سيما من جانب منظمة مجاهدي خلق والتقارير الدولية الموثوقة، عن جهود سرية من إيران لتطوير قدرات نووية عسكرية.
ويستند هذا التقرير إلى معلومات حديثة ومصادر موثوقة لاستعراض الأبعاد المختلفة لهذا الموضوع، بما في ذلك الأنشطة السرية، وتعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع، والتداعيات الدبلوماسية.
ووفقا للتقرير الصادر عن معهد العلوم والأمن الدولي لعبت منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دورا رئيسيا في كشف الأنشطة النووية السرية لإيران. تم جمع المعلومات الأخيرة من قبل مجاهدي خلق ونقلت إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي نشرها بعد ذلك على المستوى العالمي.

وكان علي رضا جعفر زاده، نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن، الذي كشف لأول مرة عن البرنامج النووي السري لإيران في عام 2002، متورطًا مرة أخرى في هذا الكشف.
تدعي هذه الجماعات، مستندة إلى مصادر متعددة ومؤكدة، أن إيران تعمل بشكل منهجي على تطوير أسلحة نووية.
تعزيز الأمن في المواقع النووية
أفاد التقرير بأن السلطات الإيرانية بدأت في تعزيز الإجراءات الأمنية حول مجمعين من الأنفاق العميقة المتصلة بمنشآتها النووية الرئيسية.
ويأتي هذا الإجراء وسط تهديدات أمريكية وإسرائيلية بشن هجمات عسكرية.
ويستند التقرير إلى صور الأقمار الصناعية الأخيرة التي تظهر أعمال بناء واسعة النطاق، بما في ذلك أسوار أمنية جديدة ومداخل محصنة في هذه المواقع.
وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي تستعد فيه إيران والولايات المتحدة للجولة الثالثة من المحادثات حول اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران النووي.
من جانبه قال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للصحفيين خلال زيارة إلى واشنطن يوم الأربعاء إنه “لا يمكن استبعاد” إمكانية استخدام إيران لمجمعي الأنفاق لأغراض نووية.

وأضاف أن الوكالة أثارت هذه القضية مرارًا مع طهران، لكن إيران رفضت تقديم الشفافية اللازمة.
وأشار جروسي إلى أن إيران ترفض الالتزام القانوني الذي يتطلب من الدول الأعضاء إبلاغ الوكالة بأي نية لبناء منشأة نووية، حتى لو لم يتم إدخال مواد مشعة،
وقال جروسي إن إيران أبلغت الوكالة: “هذا ليس من شأنكم”. وأكد أن هذه المواقع تشهد “أنشطة متعددة ومهمة” تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مع علامات على الحفر والبناء المستمر.
رد إيران
من جانبه نفى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني الذي يقود المفاوضات مع واشنطن، هذه التقارير في منشور على منصة إكس، واصفًا إياها بأنها محاولة من إسرائيل و”مجموعات مصالح خاصة” لتقويض الدبلوماسية.
وأعلنت إيران أن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة سيتم تجميعها في أحد هذه المجمعات، وليس في منشأة نطنز التي تضررت بسبب عمل تخريبي في عام 2020. لا يزال موقع نطنز أحد المراكز الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني.
السياق الدبلوماسي
يأتي تعزيز الأمن في المواقع النووية الإيرانية في وقت تجري فيه مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة. قد تتأثر هذه المفاوضات، التي تهدف إلى إعادة فرض القيود على البرنامج النووي الإيراني، بهذه التطورات.
وشدد جروسي على ضرورة وصول الوكالة إلى هذه المواقع لتحقيق مزيد من الشفافية، بينما اعتبرت إيران هذه الاتهامات جزءًا من حملة سياسية.

تشير الأدلة إلى أن إيران تعزز بنيتها التحتية النووية في مواجهة التهديدات الخارجية. إن استخدام مجمعات الأنفاق العميقة ونقص الشفافية تجاه الوكالة يزيد من المخاوف بشأن النوايا الحقيقية للبرنامج.
وقد تقوض هذه التطورات الثقة في المفاوضات الجارية وتزيد من احتمال تصاعد التوترات أو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة من الغرب.
ومن هنا يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زيادة الضغط على إيران للتعاون الكامل مع الوكالة لمنع أي انتهاكات للالتزامات
.