في خطوة غير مسبوقة، أعلن الممثل التشيلي سيباستيان سولورزا (43 عاماً)، المصاب بمتلازمة داون، عن رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2025. ويُعد سولورزا شخصية معروفة في تشيلي بعد مشاركته في مسلسل ناجح على منصة “نتفليكس”، إضافة إلى فوزه بعدة جوائز فنية وطنية.
يسعى سولورزا إلى جمع 35 ألف توقيع قبل 18 أغسطس، وهو شرط أساسي للترشح كمرشح مستقل في الانتخابات. ويؤكد أن هدفه هو أن يكون “نقطة توازن” بين اليمين المتطرف واليسار الحاكم، في ظل مشهد سياسي يشهد استقطاباً حاداً.
قال سولورزا في تصريحات لوكالة “أسوشييتد برس”: “أستمع بقلبي، وحالتي تسمح لي بتقديم أسلوب تواصل مختلف وأكثر ليونة”. وأوضح أنه سيضع في برنامجه الانتخابي أولويات مثل تعزيز الشمول، وتحسين الرعاية الصحية، وتطوير التعليم، إضافة إلى تعزيز الأمن في مواجهة أزمة العنف التي تشهدها البلاد.
تتجه أنظار الناخبين في تشيلي نحو الانتخابات المقررة في 16 نوفمبر، حيث يبرز في السباق مرشح اليمين المتطرف خوسيه أنطونيو كاست، والمرشحة الشيوعية جانيت جارا عن الائتلاف الحاكم. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهما الأقرب للتأهل إلى جولة الإعادة في ديسمبر المقبل.
يحافظ الممثل على جدول أعمال مزدحم بين عمله في شركة إنشاءات وحملته الانتخابية. وخلال لقاءاته في الشوارع والبرلمان، يحظى بتشجيع واسع من المواطنين والمؤيدين الذين يرون في ترشحه رسالة أمل للأشخاص ذوي الإعاقة.
وقالت كارولينا غالاردو، مديرة مؤسسة “داون أب”، إن هذه الخطوة “تُسهم في إسماع أصوات المصابين بمتلازمة داون، وتكسر الكثير من الصور النمطية في المجتمع”.
وُلد سولورزا في ثمانينيات القرن الماضي، في وقت كان الوعي بمتلازمة داون محدوداً، وعانت أسرته في الحصول على تشخيص واضح. ومع ذلك، دعمه والداه بالموسيقى والفنون، ما فتح له الطريق لدراسة المسرح والفنون التمثيلية.
وفي عام 2022، لعب دور البطولة في مسلسل الإثارة التشيلي “كروموسوم 21” على “نتفليكس”، الذي حصد نجاحاً واسعاً، ليحصل لاحقاً على جائزة أفضل ممثل صاعد في حفل “كاليوتشي” السينمائي عام 2023.
رغم الانتقادات التي تطال ترشحه بحجة قلة خبرته السياسية، يصر سولورزا على المضي قدماً، مؤكداً: “قضيت حياتي في تحطيم الأحكام المسبقة… ممثلاً ومواطناً. وجميعنا نستحق الفرص نفسها”.