مقالات

ممدوح إسماعيل يكتب: اختراق واحتراق غزة

معلوم لمن يعرف اليهود نقضهم للعهود

لذلك كان وقف إطلاق النار هو خطة لهم لترتيب سفكهم للدماء

 وذلك بإدخال الجواسيس والتقنيات الغير مرئية بخلاف الأقمار الصناعية التي ترصد كل شبر في غزة

والاستفادة من معلومات الأسرى المطلق سراحهم

ولو بخيوط بسيطة يتم تجميعها مع المعلومات الأخرى والرصد

وقد عملوا على عدم استكمال تراتيب اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليها

وقاموا بغلق المنافذ وتشديد الحصار على أهل غزة

وانطلقت آلة القتل تسفك الدماء الطاهرة

باختيار وتدقيق لكثير من القيادات بصورة لافتة

البعض قال يوجد جواسيس للسيسى

لا يستبعد مع جواسيس من الخونة في غزة أو غيرهم أو حتى من الصليب الأحمر مع ما سبق من التقنيات

فقد صاحب عملية وقف إطلاق النار لقاءات ومفاوضات وترتيبات فى غزة ظهر فيها بلاشك كثير من القيادات

وذلك بسبب استشهاد كثير من القيادات

 وكان هذا الظهور هو المطلوب لقتلة الأنبياء،

ولا يخفى ان عمليات تسليم الأسرى كانت مستفزة جدا للعدو

وهنا يقال رأيين

1- أن حكمة التكتيك كانت توجب عدم إظهار القوة العسكرية والاكتفاء بتسليم مدني يقوم به الإسعاف أو غير ذلك حتى لا يعرف العدو الأشخاص والقدرات

2- يقال إن الداخل في غزة يغلى بالثأر والأحزان وكان لابد من إظهار القوة حتى لا يشمت العدو

كلا الرأيين لهما وجه وإن كنت أميل للرأي الأول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

(الحرب خدعة)

الشاهد استطاع العدو استغلال وقف إطلاق النار في معرفة بعض القادة واغتيالهم

وإطلاق آلة القتل لتقتل وتحرق غزة شعبا وأرضا

العدو يريد الآتي:

تسليم سلاح المقاومة

انهاء وجود كل جماعات المقاومة من غزة

فلا يبقى وجود لهم سياسي أو مدني

تهجير أهل غزة

وهي كلها طلبات مستحيلة القبول

خاصة بعد أنهار دماء الشهداء التي جعلت الشهادة أمنية للمقامة

بخلاف أن ذلك محو

 وإنهاء وإبادة ليس لغزة فقط

 انما لقضية فلسطين تماما

ولا يفوتنا أن ما يحدث الآن في غزة

هو تنفيذا لما طلبه ترامب وجعل غزة جحيما

وهو ما يحدث

جحيم نار وقتل وتدمير

حسبنا الله ونعم الوكيل

لكن أين العرب؟

لا يخفى أن كل حكام العرب لا يملكون من أمرهم شيئا وأنهم تابعين لسطوة النفوذ الأمريكي

والبعض يحاول أن يحفظ ماء وجهه بالتنديد أو السماح بالنقد

وإلا فالواجب الشرعي يوجب عليهم النصرة العسكرية لأهل غزة

وإذا كانوا تركوا الشرع وبدلوه وحاربوه

فلا مكان للحديث عن الشرع

يبقى الواجب الوطني والقومي يوجب عليهم النصرة

ولكن حتى هذه تركوها وأصبحت ذكرى في الكتب

وكل همهم الحفاظ على كرسي الحكم

أين الشعوب؟

الأحرار في الشعوب كثيرون لكنهم مقيدون بالظلم والترهيب

وكثير من الشعوب تم تبديل فطرتها ولا نخوة لها وغارقة في هموم دنياها وملذاتها

أين العلماء القدوة؟

كثير من العلماء تم تربيتهم ليكونوا موظفين تبعا لحكوماتهم

وكثير منهم عنده دين لكن فقدوا احساسهم بحقيقة دورهم واكتفوا بالبيانات والمؤتمرات

بخلاف وقوعهم تحت سطوة الظلم

والقلة الربانية من العلماء بين أسير أو لا يجد نصير

لأن كل الأدوات تم تأميمها من النظم لصالح العلماء الموظفين وكتابة البيانات

وهؤلاء عليهم إثم عظيم.

حصار التتار لمدة سنتين لإمارة ميفارقين

التاريخ يذكرنا بحصار التتار لمدة سنتين لإمارة ميفارقين التي كان يحكمها الأمير البطل محمد الكامل الأيوبي الذي خانه كل الحكام المسلمين وقتها وظل وحيدا يدافع حتى استشهد رحمه الله ودمروا ميفارقين

ولكن ثباته وتأخيره التتار كان سببا كي يقوم المماليك باتخاذ العدة للنصر في عين جالوت

الواقع

لا حكام تنصر غزة

وَلا جيوش تنصر غزة

ولا شعوب تنصر غزة

ولَا شيوخ وعلماء يقومون بدورهم لنصرة غزة

كلهم عمل أعداء الإسلام على تأميمهم بطرق مختلفة

ومتنوع عبر عقود من الزمن

فهم أدوات

لكن الله حي لا يموت

قيوم لا يغفل ولا ينام

يدبر الأقدار بحكمته في البلاء

يمهل ولا يهمل

اللهُ لا يحب الظالمين

 الله لا يحب الخائنين

اللهُ لا يحب الكافرين

الله وعد بنصر المؤمنين

ولا ندري ماذا يحدث غدا

ومن أي مكان سيأتي الفرج

وجيل النصر

إنما هي محنة وابتلاء شديد

ليس لأهل غزة فقط

أنما لكل المسلمين

وكل ذلك لا يعنى ان لا نبذل الأسباب

كل منا على قدر استطاعته

وأن يراجع كل منا في فلسطين وخارجها وكل مسلم أين الخلل؟

وأخيرا: لن يقبل الله دعائك وصيامك وقيامك ولن تبلغ ليلة القدر وأنت متخلف عن نصرة المسلمين بما استطعت

لا تتوهم أن عبادة المساجد تغنى عن عبادة الجهاد

اللّهم تقبل الشهداء

اللهُم نج المستضعفين في غزة وانصر عبادك

اللهمّ انتقم من الطغاة أعداء الإسلام

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا

ممدوح إسماعيل

كاتب ومحامي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights