مقالات

ممدوح إسماعيل يكتب: الأخطر.. أخطر من الأقوى

 لو سمحت أخي القارئ المقال طويل صحيح لكنه مهم جدا للوعي في ظل الغفلة والتجهيل المتعمد فلا يفوتك

 استوقفني بعض تحليلات اخوة كرام وقعوا في خطأ اجتهادي منهم عندما تناولوا الصراع بين العدو الشيعي حزب اللات والعدو الصهيوني

 فقالوا إن إسرائيل هي الأقوى وأن انتصرت تملكت وأهلكت كل شيء فيجب أن لا نتمنى انتصارها على حزب اللات!!

تحليل غريب يعتمد على حالة مشاعر ويفتقد تماما لفهم الواقع بتفاصيله

1- الصراع بين الأخطر وهم الشيعة، والأقوى وهم إسرائيل وأمريكا والغرب، وعدم فهم الأخطر هو الذي أوقعهم في الخطأ.

2- إسرائيل العدو الأقوى مفهوم بترسانة السلاح والتقنية العسكرية والدعم الأمريكي الغربي اللامحدود وهم محتلين لفلسطين والعملاء الحكام الخونة العرب توافقوا على الخضوع لهم بالتطبيع والتغريب فضلا على أن اليهود والنصارى معروف عدائهم للإسلام عند العوام

3- أما الشيعة فهم أخطر عدو، لأنهم يتحركون بخبث أنهم من داخل الإسلام، لو نظرت للخريطة منذ45عام ستجد إيران علمانية والشيعة لا تواجد سياسي لهم مطلقا في إيران ولبنان وحتى في العراق واليمن.

4- لكن بعد ثورة الخوميني عام 79 تحولت إيران إلى قوة عقدية شيعية صاحبة مخطط لاحتلال الدولة العربية وفرض التشيع تحت غطاء ناعم تصدير الثورة، وقد نجحت في استغفال قطاع كبير من المثقفين حتى من الإسلاميين وعلى رأسهم الاخوان فضلا عن العوام

5- سرعان ما أنشئت حزب اللات وفرضت وجوده بقوة السلاح في لبنان.

6- ومع الحرب الأمريكية الصليبية على أفغانستان أسرعت بالدعم والتعاون مع الأمريكان باعتراف أبطحي نائب رئيس الجمهورية وقتها قال: (لولا الدعم الإيراني ما احتلت أمريكا أفغانستان)

7- وأسرعت للتعاون مع الأمريكان لاحتلال العراق ودخل الملالي بغداد على ظهور الدبابات الأمريكية وقاموا بحرب إبادة طائفية رهيبة للسنة مسجلة صوت وصورة وتحولت العراق إلى دولة شيعية.

8- ثم قامت إيران باستغلال ثورة اليمنيين ضد الظلم فقامت بدعم الحوثيين بشتى أنواع السلاح ليعلنوا حربا طائفية ضد أهل السنة ويقيموا دولة شيعية في اليمن، وفى البحرين والسعودية دعمت إيران الشيعة ليعلنوا أنفسهم مركز قوة لا يستهان به.

9- أما سوريا فحدث ولا حرج عندما قام الشعب السوري بثورته ضد الظلم، أسرعت أيران بكل قوتها لدعم نظام السفاح بشار وجمعت كل شراذم الشيعة العسكرية من حزب اللات إلى الحشد الشعبي ووجهتهم لقتل وسفك دم الشعب السوري في حرب إبادة طائفية قذرة مسجلة صوت وصورة، ولما صمدت قوى الشعب السوري استعانوا بالروس ليدمروا بيوت السوريين على رؤوسهم وجاءوا بالشيعة من كل مكان لتغيير تركيبة السكان ليؤسسوا دولة شيعية في سوريا.

10- لم يكتف الشيعة باحتلالهم أربع دول وتأسيس نظم شيعية تفرض ضلالها، إنما قاموا بأخطر حرب على العقل المسلم بامتطاء القضية الفلسطينية عبر الشعارات والدعم المالي مستغلين خيانة النظم العربية للقضية وحاجة الفلسطينيين للدعم.

رغم أن التاريخ والواقع يشهد أنهم أصحاب مخطط ضد الاسلام وأهل السنة واحتلالهم أربع دول عربية بالقتل والاغتصاب والخيانة مع كل أعداء المسلمين، ولكن اخواننا في فلسطين تغافلوا عن كل ذلك من أجل ما يرونه رؤية مصلحية ضيقة وهي خطأ استراتيجي على الأمة والعقيدة وعلى فلسطين لم يتم فيه بحكمة حساب المالات.

11- تسبب ذلك التعمد من التغافل على نشر التشيع بشقيه السياسي والعقدي في المنطقة العربية وآسيا وأفريقيا والتفصيل كبير والمقام لا يتسع، وتمدد النفوذ الشيعي بصورة لا مثيل لها بواسطة شعارات فلسطين والمال الشيعي وخيانة حكام العرب وموالاتهم للغرب، حتى أنني وجدت أعضاء في حزب النهضة التونسي متشيعيين ومن الاخوان المسلمين فضلا عن غيرهم من السياسيين والمثقفين الذين جعلوا فلسطين (مصدر الوحى)، فأمنوا بإيران بسبب شعارات إيران لفلسطين ومدح قادة من فلسطين لإيران، فما بالكم بعوام الناس!

12- نرجع للصراع الشيعي اليهودي للتنافس على القوة في المنطقة، كما قدمت الشيعة أخطر لأنهم لو حققوا انتصارا مع تهاوى قلاع الدعوة الإسلامية تحت مطارق النظم العميلة، المستبدة بالاعتقالات والاضطهاد والظلم للدعوة الإسلامية ورموزها سيجد التشيع الجماهير تهتف له فضلا عن الأرضية المفروشة للتشيع بالتصوف الذي فرضته النظم العميلة لخدمتها كبديل للدعوة الإسلامية الحق وهو أكبر خادم للتشيع بضلالاته الفكرية.

 13- أما العدو الأقوى إسرائيل وأمريكا فهو يريد كسر القوة الشيعية العسكرية فقط، وليس انهائها لأنه ليس من مصلحته انهائها مطلقا، لأنه لو كان يريد ذلك لتدخل لتقويضها في العراق، ولكنه أطلق قوتها لتقتل المسلمين السنة وكذلك في سوريا واليمن أطلقها تحت سمعه وبصره تنطلق ضد عدوه المركزي صاحب العقيدة الصحيحة أهل السنة.

وهو يعلم أنه لو ضرب الآن حزب اللات ضربات قوية تعجيزية لإنهائه سينطلق المارد السني في سوريا المحيط بالمليشيات الشيعية وهو خطر كبير على دولة إسرائيل، فوجود المليشيات الشيعية في سوريا حماية لإسرائيل.

14- كذلك أمريكا وإسرائيل لا يريدان تطوير الحرب مع إيران وإنهاء قوتها لأن إيران لو تفككت ستظهر دول سنية في الأهواز وبلوشستان وبالتالي ستتهاوى القوة الشيعية في العراق ويعود أهل السنة لقوتهم وكل ذلك خطر على إسرائيل وأمريكا وإيران تمنع ذلك الخطر.

لذلك تجد الأمريكان توجهت قوتهم بالحرب لتنظيم الدولة فقط مع التحفظ على أفكاره لكنهم تركوا المليشيات الشيعية التي ارتكبت ما يشيب له الولدان.

15- العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مع إيران متشابكة المصالح جدا وليست بعلاقات الأضداد كي يتم الافناء، كما يتوهم البعض بعاطفة خائبة، وهي علاقات قديمة منذ فضيحة إيران جيت.

وقد كتب السناتور «تاور» رئيس لجنة تحقيق في فضيحة إيران جيت تقرير في 250 صفحة جاء فيها فقرة لافته للنظر تقول: «إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية يتعين عليها أن تشجع حلفائها الغربيين وأصدقائها على مساعدة إيران في الحصول على طلباتها واحتياجاتها بما في ذلك المعدات الحربية التي تحتاج إليها». ثم يشير تقرير لجنة «تاو» إلى أنّ إسرائيل ظهرت في الأفق بعلاقات خاصة مع إيران ويستطرد، ليقول في فقرة منه بالنص: «إنّ إسرائيل لها مصالح وعلاقات طويلة مع إيران»..

يبقى الآتي:

الحالة الإعلامية التي تسيطر على الوعي وتقودها قناة الجزيرة على قدر ما تقدم من جهد خبري متميز إلا أنها تسهم في التضليل بنشر (الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، وإيران كدولة مكتوب في دستورها عقيدتها شيعية أثنى عشرية أي لا علاقة لها بالإسلام.

بخلاف تمجيد حزب اللات وحسن زميرة بتضخيم وترميز إعلامي ونفخ (المقاومة الإسلامية العراقية) وهم قتلة وأعداء للإسلام وكذلك (أنصار الله) في اليمن وهم أنصار الضلال، كل ذلك مخدرات تسهم بتعمد في تغييب العقل المسلم تماما، وتسهم في خطورة انتصار حزب اللات في نشر التشيع في الشعوب المسلمة المستضعفة المستجهلة.

وأخيرا:

مهما حدث لن تقوم إسرائيل وأمريكا بهدم حزب اللات وانهائه لأنه عدو مؤقت يحميها ممن تراه عدو دائم وهم المسلمين السنة أصحاب العقيدة الصافية

فلذلك أرجو أن لا يقع الإسلاميين المخلصين في الفخ ويدعموا الأخطر على حساب الحق والحقيقة

اتركوهم يضعفوا بعض ويحققوا (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا)

اللهم دبر للمسلمين كل خير

ممدوح إسماعيل

كاتب ومحامي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى