ممدوح إسماعيل يكتب: ترامب وجنون احتلال غز ة
منذ أن استلم ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو يعلن عن قرارات انقلابية في كل المجالات داخليا وخارجيا
أتوقف مع إعلانه الفاجر اليوم عن:
تولى أمريكا إدارة غزة
بعد تهجير أهلها
وتوطين سكان أخرين
وتدخل عسكري أمريكي في غزة
وإعادة تشكيل غزة كمدينة ريفيرا الشرق الأوسط!!
بلا شك هذا الكلام لا علاقة له بالسياسة ولا أي ذرة معيارة للإنسانية ولا القانون الدولي
أنما هو استعراض قوة وفرض بلطجة أمريكية
وهو ما ينبئ بوضوح أن اتفاق إطلاق النار هو كمين ومرحلة لتخليص الأسرى فقط
ثم يتم احتلال عسكري غاشم لكل شبر في غزة
وتدخل عسكري أمريكي لفرض واقع جديد تماما
[وقد كتبت بفضل الله وتوفيقه من شهور طويلة على الفيس أن الخطة هي صنع غزة جديدة بشعب جديد مختلف وإنهاء وجود المقاومة تماما]
نعود لترامب فهذا ليس بغريب مطلقا على منهج البيض الأمر يكان الجدد منذ نشأتهم فقد أبادوا السكان الأصليين الهنود الحمر بفظائع تقشعر لها الأبدان
ثم سجلت حرب الشمال والجنوب حروبا بشعة لا تعرف ذرة من الإنسانية
وما حدث في فيتنام من فظائع إبادة أمريكية لا يخفى
وكذلك إلقاء القنابل النووية في اليابان في هيروشيما ونجازاكي
وقد عشنا كمسلمين الحرب البربرية الصليبية الأمريكية على أفغانستان والعراق التي تم فيها استباحة كل شيء فيها للمسلمين بخيانة من الشيعة
لكن فيتنام رغم أنهم لا دين لهم إلا الأصنام والكفر صمدت وحققت نكاية أرغمت الأمر يكان على الانسحاب بخزي
أما أفغانستان المسلمة فقد صنعت للمجد عنوانا وكتب التاريخ بحروف من ذهب
أنها صمدت صمودا أسطوريا بفضل الله وانتصرت في أكبر هزيمة مذلة للأمريكان في العقود الأخيرة
نرجع لترامب واعلانه الفاجر احتلال غز ة
هذا الإعلان ما بين فرضين
الأول: أنه استعراض قوة للتخويف وابتزاز كل دول المنطقة وتشكيل محور ضغط على حركات المقاومة للاستسلام التام وتسليم السلاح
لكن النظم العربية الموالية لأمريكا بذلت كل ما لديها من حصار لغزة
وتركتهم للإبادة
وضغطت على المقاومة
وتوافقت مع المخطط الإسرائيلي وليس لديها ما تملكه للضغط
يبقى المال وهو ما جعل النظام السعودي يسارع ب 600مليار دولار
والنظم الموالية تعلم أن الشعوب مضغوطة والتفاعل مع خطة ترامب للتهجير واحتلال الإدارة الأمريكية لغزة سيسبب لهم مشاكل لا حصر لها
ويبقى للتدليل على استعراض القوة:
أن ترامب أعلن نيته الاستيلاء على (بنما) ثم تم التراجع بعد مفاوضات لإزالة الوجود الصيني
وأيضا كندا وجزيرة جرينلاند تدور مفاوضات ابتزاز بعد إعلان ضمهما
الثاني: أنه إعلان حقيقي لتدخل أمريكي عسكري سافر لاحتلال أمريكي لغزة
وأن ترامب جاد في التهجير وإدارة أمريكية لغزة
ولكنه إعلان يصطدم بمعوقات كثيرة
منها
1- التجربة الأمريكية في أفغانستان وحتى العراق مرعبة للجيش الأمريكي في مواجهة المسلمين
3- الأنظمة العربية الموالية تخشى من اهتزاز شديد للحكم واضطرابات داخلية بسبب هذا التدخل الأمريكي في غزة
خاصة أنه بعد إبادة تمت علانية شاهدتها الشعوب مما ترك شعورا عميقا بالحزن والضغط النفسي عند غالبية الشعوب المسلمة
4- طبيعة ترامب كتاجر طمع في غزة بعد الخسائر الكبيرة للمقاومة قيادة وأفراد وتخلخل البنية الاجتماعية الغزواية بشدة واختراقها وهو مالم ينشر
لكنه أيضا يخشى الخسارة واستمرار صلابة المقاومة والصامدين من أهل غزة
فقد كان درس ثبات الإرادة قويا في غزة 16 شهرا أمام حرب إبادة إسرائيلية أمريكية غربية
وهو ما سوف يجعل ترامب يتردد كثيرا في تنفيذ قراره إذا وجد مقاومة حقيقية تشعل النار تحت النظم الموالية وعلى إدارته
وهذه مهمة الشعوب المسلمة التي تعودت أن تكون في وضع المتفرج
وشيوخها ملح البلد اكتفوا بالبيانات بدلا من قيادة عملية للأمة
فهل تشعل خطة ترامب جماهير ورموز الأمة؟
صعب التنبؤ بالإجابة بسبب طغيان النظم وسلبية الجماهير سواء بالتغريب أو المعاصي أو بضغط الظلم أو السلبية وضعف الرموز شيوخ ومثقفين
ولكن الخير لا ينعدم أبدا في أمة الإسلام أتباع محمد صلى الله عليه وسلم
فمازال يوجد أحرار كرام في الشعوب والرموز
لكن يبقى: نقطة لافتة ومهمة جدا
هو التحرك الذي تم في سوريا بمعركة ردع العدوان وتحرير دمشق وتواجد نظام سوري جديد حر
وكأن الأتراك أدركوا مسبقا ما سيتم في المنطقة فسبقوا ترامب والنتنياهو بتحرك استراتيجي أحدث تحولا كبيرا في جزء مهم من المنطقة في سوريا وأشعل روح الثورة
ومؤخرا عمل الأتراك على اتفاق استراتيجي لتعاون عسكري كبير مع الإدارة السورية الجديدة لتحصين سوريا من جنون ترامب سواء على مستوى تحريك الأكراد قسد ودعمهم
أو التغلغل الإسرائيلي أو تفعيل انقلاب على الإدارة الجديدة
وهو ما يمثل عقبة في مشروع النتن ياهو وترامب
لأنه ان كانت مصر ماتت بالعمالة والضعف
فإن الشام هي تاريخ المجد الأموي قلب الأمة الذي تم ضخ الدماء فيه
وأخيرا لا يفوتنا أن ترامب أشغل معركة داخلية أمريكية بالثأر من كل خصومه وهو يجعلنا نترقب مشاكل داخلية أمريكية في صراع القوى بين الدول العميقة المؤيدين للجمهوريين والديمقراطيين
الحسابات متداخلة في المشهد
لكن علينا كمسلمين أن نعيد النظر في أخطائنا وغفوتنا وأن يفهم الشيوخ والجماعات الإسلامية بمختلف أفكارها أن الأحداث تتخطاهم وهم أسرى رؤياهم المتخشبة
وأن الأمم لا تنهض الا بالقوة
ودرس الأحكام القاسية على الغنوشي ورفاقه اليوم هو لزلزلة لمن لم يفق من الغارقين في أحلام التوافق مع الواقع المعاصر بكل أخطائه العقدية
لن تنهض الأمة الا بكسر قيود التوافق مع المجتمع الدولي الظالم
والعمل بقوة لمقاومة العدوان
لقد ضاعت الأمة عندما جعلت
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة شعارا
وهو منهج قرآني
من حاد عنه زل وتم اذلاله
ونصيحة أخيرة للمقاومة الفلسطينية
الواقع صعب جدا
انصروا الله ينصركم
الله رب الأسباب وبيده الملك كله سبحانه
أعلنوا فك ارتباطكم بالمجوس الإيرانيين
تنالون رضا الله أكثر
فالقوة لله جميعا
ولا مخرج ولا نجاة الا بالله
والمجوس أعداء الله
اللهم أصلح أحوال المسلمين وانصرهم على عدوهم