ظهرت مبالغة بشدة عجيبة في مدح اتفاق وقف إطلاق النار
وأطلاق أوصاف النصر التام مع المبالغة الشديدة لكل صورة تظهر
هي ظاهرة تمر من عامة الناس
لكنها غير مقبولة من الرموز والمثقفين
فتغييب الوعي مصيبة وذنب
عليهم أن يتقوا الله
نعم يوجد نصر مبادئ
لكن يوجد وجه آخر لا يظهره الإعلام عشرات الآلاف من المكلومين بمصائب يشيب لها الولدان تفصيلاتها لا يكفي البحر لها دموع
والاحتلال مازال على الأرض
وما زال المحتل يقتل حتى بعد وقف إطلاق النار
فلا تفرحوا بمبالغة كي تنالوا اعجاب
ولا تبالغوا في الحدث
لمصالح ضيقة
وعليكم بالعقل والحكمة حتى تفهم الأجيال أن المعركة مازالت سارية
والدم على الأرض
وأن الأجيال تحتاج اتقان أكبر للأسباب
من جهة أخرى: ظهر صنف المنافقين الذين يظهرون الشماتة ويبالغون في كل نقص أو يبالغون في اعتبار ما حدث هزيمة من كل وجه
ويظهرون شامتين ساخرين
يقللون مما حدث من صمود وثبات ونكاية في العدو
هؤلاء ممن قيل فيهم:
(ولتعرفنهم في لحن القول)
ومهما كان وصفهم وشكلهم
شيوخ ساسة مثقفين عرب مسلمون
هم ليسوا منا مهما قالوا
(وَيَحلِفونَ بِاللَّـهِ إِنَّهُم لَمِنكُم وَما هُم مِنكُم وَلـكِنَّهُم قَومٌ يَفرَقونَ)،
ما حدث: انتصار مبادئ
كما تمكن أمية بن خلف الكافر من تعذيب سيدنا بلال رضى الله عنه وصمد بلال وثبت واشتهرت مقولته بالتوحيد في شدة التعذيب (أحد أحد)
حتى تم ايقاف التعذيب عن طريق تدخل سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه بشراء سيدنا بلال وأعتقه لوجه الله
نعم تم تعذيب مادي ترك أثره على جسد بلال
لكن أيضا تفوق الثبات أنه لم يحقق هدف التعذيب
وانتصر بلال بثباته
رضى الله عن أسيادنا أبوبكر وبلال
وهكذا نقول العدو قتل النفوس ودمر البيوت واستباح الحرمات واحتل الأرض
لكنه لم يتمكن من احتلال الإنسان المسلم وهزيمة إيمانه
فقد ثبت شعب وصمد وقاوم بفضل الله
ونجح أن يزعج العدو ويؤلمه بفضل الله
وأن يصل بدون استسلام لوقف إطلاق النار مع قوة غاشمة تملك قدرات عسكرية كبيرة تدعمها أكبر قوى عسكرية في العالم..
الأيام دول
والحمد لله قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار
وكل مصيبة للمسلم مع الصبر في حسناته
اللهم اجبر كسر المكلومين
وأسعد قلوب اليتامى والأرامل
وتقبل الموتى في الشهداء
وأصلح أحوال المسلمين
وأجعلنا أهلا لتحرير الأقصى
