مقالات

ممدوح إسماعيل يكتب: هل يعود الإخوان لحكم مصر؟

مع فرحة فتح دمشق وتمكن الثورة السورية من اسقاط الطاغية بشار والافراج عن المعتقلين وحكم سوريا

 انتابت كثير من الأحرار المصريين مشاعر نفحات الثورة السورية في مصر وتكرار المشهد

وقد ظهر فريق من الاخوان المسلمين يتكلم عن تحرير مصر وتوحيد الصف والثورة وهي كلها مشاعر جميلة لكن، الحكم على الشيء فرع من تصوره

الفارق شاسع بين الثورة السورية والحالة المصرية الاخوانية والمعارضة

 والواقع في كلا من مصر وسوريا مختلف

الثورة السورية:

حملت السلاح وأعلنت عدائها الواضح للنظام وكل من يدعمونه وتحملت تضحيات تنوء بها الجبال

وتمكنت من منطقة محررة واستعدت منها للفتح*

الحالة الإخوانية:

رفعت سلمينا أقوى من الرصاص وتحملت تضحيات كبيرة عظيمة ولم تتراجع عن السلمية والمعارضة خارج مصر

 وليس عندها فكر ثورة للتغيير

ولا قبول للنصح

ولا مراجعة للأخطاء ومصرة على محاولة التوافق مع النظام

الحالة السورية: يوجد بها نظام طائفي باطني عنصري وعاونه مجوس ايران وروسيا

فالكفر واضح

الحالة المصرية:

النظام علماني باطني يعاونه كفار متنوعين ولكن الفكر الارجائي مسيطر على حالة الاخوان ومن تبعهم بخلاف عدم سعيهم إعلاميا لنشر خروج نظام العسكر على الشريعة ويكتفون بالخطاب السياسي

الحالة السورية:

الوضع العسكري مفكك بين نظام بشار والروس ومليشيات شيعية

الحالة المصرية:

الوضع العسكري متوحد روتيني عسكري لا يوجد داخله طائفية يدعمه معنويا شيوخ متواطئين للتلبيس على العسكر في الموالاة للحكم

الحالة السورية:

استطاعت الفصائل العسكرية التوحد رغم الخلافات ولم تنشغل بالسياسة ولا البيانات ولا مؤتمرات

الحالة المصرية:

تفكك حالة المعارضة سواء داخل الاخوان او خارجها ومشغولة بالبيانات والمؤتمرات ومحاولات اللعب السياسي الساذج

بلا شك رغم بعض التباينات

 يوجد ما يمكن الاستفادة منه في الحالة المصرية للتغيير

لكن الإخوان عندما تمكنوا من الحكم لم يسمعوا لأي نصيحة من التحذير من العسكر وإنشاء قوة والتعامل بمحكمة ثورة مع المجرمين

 وغير ذلك من النصائح اعرضوا عنها وتوافقوا مع العسكر القوة الباغية كي يستمروا في الحكم فأسرع العسكر بقتلهم وتشريدهم

فهل وقد طحنهم البلاء وعصف بهم طغيان العسكر بالسجون والاضطهاد والظلم

يسمعوا نصائح للتغيير؟!

لا أعتقد

خاصة وقد تكرر المشهد من عام 1954 الى عام 2013

وقدْ استوقفني ما ذكره الإمام محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (مذكراتي) عن واقعة من 60عاما تقريبا فقال:

«وَقد أحزنني وأنا في معتقل (الطور) أن الإخوان عموماً يرفضون أي اتهام لسياستهم!

وقَد قلت: إنه بعد هزيمة (أُحد) وقع اللوم على البعض من الصحابة!

فلماذا لا نفتِّش في مسالكنا الخاصة والعامة، فقد يكون بها ما يستدعي التغيير، وما يفرض تعديل الخِطَّة!؟ لكن هذا التفكير لم يلق ترحيباً!!»

قلت وقال غيرى من المحبين الناصحين كلام الشيخ محمد الغزالي مئات المرات فكان الرد الشتم والاقصاء

فهل يرجى أمل؟

أتمنى والله ذلك

لكن واقعيا لا أعتقد فهم مكبلين بقيود كثيرة من صنم التنظيم وصنم المصلحة وصنم الواقع الدولي

غفر الله لهم

السنن تجرى بالتغيير والاستبدال

ولا تنتظر أحد

ولا تمطر هدايا على القاعدين

وما حدث في سوريا مثال

فجماعة الاخوان في سوريا لها أكثر من 70عاما ولها تضحيات عظيمة وتواجد دعوى تربوى كبير

لكنها لم تتماشى مع السنن والواقع

فتركتها السنن

وجاءت بمن توافقوا مع السنن لحكم سوريا.

ويبقى أن السيسى سيرحل مهما كان حتى ولم يقم أحد بالمدافعة

لأن له وقت معلوم وسيأتي غيره وليس شرطا ان يكون من الاخوان أو الاسلاميين ولكن سيأتي غيره

لأنها حكمة الله وقدره في الطغاة

(وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ،ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ،فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ، فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ)

الله غالب مهما كان الطغيان

والسنن ستأتي بجيل إسلامي جديد

الله غالب

ممدوح إسماعيل

كاتب ومحامي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى