بحوث ودراسات

ممدوح إسماعيل يكتب: يبكون قتلى هزيمتهم في جالديران!!

ما هي جالديران؟

ولماذا يلطم الشيعة قتلاهم بعد510عام؟

الآن التلفزيون الرسمي الإيراني يذيع مشاهد بكاء ولطمية على قتلى موقعة جالديران التي انتصر فيها السلطان سليم الأول على الصفويين

ما يحدث في إيران الآن يؤكد للمغفلين أنهم امتداد للصفويين الذين قتلوا مليون مسلم سني لفرض التشيع المجوسي.

اقرأ أيضًا:

ممدوح إسماعيل يكتب: الصفوية تتكرر.. قتل السنة فقط

ما قصة جالديران

السلطان سليم الأول عندما كان أميرا شعر بخطر الصفوية على الدولة العثمانية والمسلمين فالأخبار كانت تأتيه بقيام إسماعيل الصفوي بقتل المسلمين السنة

حاول اقناع والده السلطان بايزيد بالتوجه للصفويين لكنه لم ينتبه لخطرهم

لكن بعد أن استقر الحكم للسلطان سليم الأول شرع في التخطيط للقضاء على خطر دولة الصفويين التي أسسها الشاه «إسماعيل الصفوي» عام 1499، وقتلت مليون سني واستطاعت أن تهدد بالخطر دولة العثمانيين

حيث كان إسماعيل الصفوي عبر سفك دماء المسلمين السنة قد وسّع من نفوذه وجعل مركزه مدينة تبريز سنة 1501،

 ثم استولى على العراق العربي وبلاد خراسان وديار بكر سنة 1508، واحتل مدينة بغداد. وفي سنة 1510 كان قد ضمّ إلى أملاكه كل بلاد فارس وأذربيجان،

فزاد خطره بطريقة رهيبة، فعلاوة على توسع الصفوي في ضم الأراضي.

الا انه فرض بالقهر والقتل المذهب الشيعي على الشعوب المسلمة السنية قتل حوالي مليون من السنة

 وعندما احتل بغداد عام 1508، هدم ما كان فيها من قبور أئمة سنة وذبح جماعة من العلماء،

فوصلت الأخبار الى العثمانيين بأن مذبحة عظيمة أصابت السنة ببغداد على يد الصفويين.

فأصبح التوتر والترقب هو سيد الموقف بين الطرفين

فالصفوى يعرف قوة سليم الأول فقد اشتبك معه من قبل وهو أمير في معركة أسر فيها شقيقه

وسليم الأول كان يدرك خطر الصفويين ومخابراته أوصلت له معلومات أن الشاه إسماعيل قام بإرسال وفدًا ضخمًا إلى قنصوه الغوري سلطان المماليك، لدعوته للتحالف معه في الحرب ضد السلطان سليم لتخوفه من تطلعات وقوة سليم الأول

 فعزم سليم على مهاجمة خصمه الصفوي وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال.

لذلك أرسل هو الآخر وفدًا إلى المماليك حذرهم من أي تحالف مع الصفوي ودعاهم إلى التحالف،

لكن المماليك أعلنوا التزام الحياد ظاهريا وإن كانوا يميلون لجانب الصفويين.

قبل المعركة طارد سليم الأول القزلباش التركمان النصيريين الموالين للصفويين الذين اثاروا تمردا وقلقا داخل الأناضول وأعدمهم.

معركة چالديران

هي من المعارك الفاصلة في تاريخ المسلمين مثل حطين ضد الصليبين وعين جالوت ضد التتار

فمعركة جالديران ضد الصفويين لو لا قدر الله لم تتم لكانت جزيرة العرب وتركيا واسيا كلهم شيعة الآن

الشورى

جمع السلطان سليم الأول رجال الحرب والعلماء والشيوخ والوزراء في مدينة أدرنة في (19 من المحرم 920هـ= 16 من شهر مارس 1514م)، وذكر لهم

1- اعتداء الصفويين بوحشية على أهل السنة في وسط آسيا والهند وأفغانستان وفرض التشيع المجوسي

2- خطورة الصفويين في إيران، واعتداءهم على حدود الدولة العثمانية،

3- خطورة تمددهم إلى تركيا والشام ومصر

 واقتنع الجميع بضرورة الجهاد ضد الدولة الصفوية الشيعية

 خرج السلطان سليم الأول على رأس جيش كبير من 140 ألف جندي من أدرنة أقصى غرب الدولة العثمانية إلى إسطنبول

  ثم الى الأناضول فتبريز في مسيرة تقرب من ألفين كم وترك العاصمة لولي العهد سليمان.

(تخيلوا هذا العناء والجهد ولم تكن سيارات ولا طائرات رحلة تستغرق شهور في الجبال والطرق الوعرة بالمعدات والسلاح والمؤن من اجل نصرة دين الله والحق)

التخطيط السياسي والعسكري:

عمل سليم على تأمين جبهته من أوربا بهدوء تمثل في استقرار علاقاته الدبلوماسية مع الدول المجاورة له وهم النمسا وهنغاريا وروسيا

تجميع حلفاء

راسل السلطان سليم عبيد الله خان الأوزبك يذكره أن الصفويين قتلوا عمه شيباني،

 ويحثه على الانتقام من إسماعيل الصفوي، ويعلمه عن النوايا بالتحرك ضد الصفويين، ويوصيه بمهاجمة خراسان بمجرد وصول الجيش العثماني إلى إيران،

وكان هدف سليم من ذلك أن يجعل إيران بين شقي الرحى من الشرق بهجوم عبيد الله خان على خراسان. والغرب من ناحيته

وكان الرد   بالموافقة وأنه انتصر على القوات الصفوية في سمرقند.

المسير إلى جالديران

تحرك السلطان سليم على رأس جيش يبلغ 140 ألفا وصل قونية بعد 40 يوما فاستراح لمدة ثلاثة أيام، ثم واصل سيره حتى وصل بعد 40 يوما إلى آرزنجان

 ثم واصل المسير نحو أرضروم ووصلها بعد حوالي 50 يوما وحين وصل إلى مشارف قيصرية، بعث برسوله إلى علاء الدولة ذلقادر التركماني الشيعي حاكم مرعش وألبستان يختبره طالبا منه المساهمة في حرب الصفويين،

 لكن علاء الدولة اختلق الأعذار في عدم المجيء إليه، متعللا بكبر سنه وإنه لا يستطيع القيام بأي مجهود لكونه تحت الحماية المملوكية.

 وما إن مضى السلطان في طريقه حتى هاجم علاء الدولة ساقة الجيش بإيعاز من السلطان قانصوه الغوري

ولكن السلطان سليم كان مدركا لذلك فترك  40 ألفا من جنده ما بين سيواس وقيصرية, للحفاظ على مؤخرة الجيش والأمن  بالأناضول من أي اختراق قد يحصل،

 مع ذلك فالسلطان لم ينس فعلة ذلقادر فانتقم منه عند عودته.

وبدأت حرب استطلاع بين الطرفين، فنقلت العيون لسليم الأول أن الشاه إسماعيل الصفوي ينوي تأخير القتال إلى فصل الشتاء؛ حتى يهلك العثمانيين جوعًا وبردًا،

وأن إسماعيل قد ينسحب إلى داخل صحراء «ياسجمن» على حدود أذربيجان،

فأرسل سليم الأول بسرعة جيوشه الجرارة قبل دخول الشتاء حتى وصل إلى جالديران، واحتل الأماكن الهضبية؛ وأرسل رسالة الحرب المعنوية من سليم الاول الى اسماعيل الصفوي.

«إن كنت رجلا فلاقني في الميدان، ولن نمل» وأرفقها بمجموعة من الألبسة النسائية والعطور وأدوات الزينة

 وذلك استهزاء بشخص الشاه لتهربه وتقاعسه من المسير إليه ويستعجله بالحرب،

 وهو ما دفع بالشاه إسماعيل بالتحدي وواعده بجالديران قائلا له: «وأنا أيضا أعد العدة للحرب».

 انه يوم مشهود لنصرة السنة صبيحة يوم الأربعاء 23 أغسطس سنة 1514م، الموافق في 2 رجب سنة 920هـ،

 وما إن أعلنت ساعة الحرب حتى هدرت المدافع العثمانية وتعالت أصوات الجند من كلا الفريقين

وبعد معركة حامية الوطيس تناثرت فيها الجثث، انتصر العثمانيون، وسقط أقوى قادة الصفويين «خان استاجلو» صريعًا في أرض المعركة ووقع الكثير من قادته بالأسر، وأُسرت أيضا إحدى زوجات الشاه، وتُسمى «تاجلو».

 وأما الشاه فقد جرح في ذراعه وفر من المعركة متجهًا صوب تبريز بعد أن أنقذه أحد ضباطه ويدعى «الميرزا سلطان علي» من الأسر،

مما حدا السلطان ان يأمر قائده «أحمد باشا دوقاقين أوغلو» بتعقب الشاه في كل مكان لقتله الأمر الذي جعل الشاه يترك تبريز ويلوذ بخوي.

 أما من وقع بالأسر من قوات الشاه إسماعيل، فقد أمر السلطان بإعدامهم جميعًا، وأن يصنع من جماجم القتلى هرم لينصب في ساحة المعركة.

واصل سليم الأول سيره حتى احتل تبريز عاصمة دولة الصفويين وجعلها مركزًا لعملياته الحربية،

ولكن سليم الأول توقف مضطرا بانتصاره في جالديران بسبين

1دخول الشتاء بقسوة والجليد وتعب الجند بسبب البرد القارس

2 تمرد مفاجئ من بعض قادة الإنكشارية من مواصلة الزحف فكتمها سليم حرصا على وحدة حيشه

وعند رجوعه في أول استراحة حاكمهم محاكمة عسكرية وأعدمهم جميعا لتمردهم وخيانتهم أثناء القتال

ولولا ذلك لواصل سليم الأول زحفه وقضى على الصفويين تماما

ولقد أسفرت هذه المعركة عن ضم شمالي العراق وديار بكر ومدن كثيرة إلى الدولة العثمانية،

ومناطق اكراد شرق ايران وقد فوض السلطان الزعيم الكردي إدريس البدليسي في إدارة إقليم الكرد مفوضا منه

وتم استقرار المسلمين في آسيا الصغرى وانحصار النفوذ الشيعي الصفوي في جنوب ووسط إيران

(كان ممكن لسليم الأول أن يقف عند حدود دولته فقط ويعقد معاهدة مع الصفوي ولا يكلف نفسه وجيشه عناء القتال والدماء ولكن النفوس العظيمة ترفض أن تكون صغيرة)

انتصر سليم الأول في معركة هامة وحاسمة للمسلمين في جالديران فقد كانت أكبر سبب لوقف التمدد الصفوي الذي لولاها بفضل الله لكان العالم الإسلامي ضاع وضاعت السنة وتبدل دين الإسلام إلى مجوسية صفوية

 ورغم مضى 5 قرون الا ان الشيعة الصفويين لم ينسوا لسليم الأول تلك الهزيمة وقهر الحلم الإمبراطوري الصفوي بتشيع العالم الإسلامي

وكما يكره الشيعة صلاح الدين لتحطيمه دولة العبيدين الفاطمية في مصر يكرهون سليم الأول لتحطيمه دولة الصفويين

والعجيب ان كثير من اهل السنة لا يذكرون فضل ذلك الرجل!!

ان قدر الله اختار سليم الأول ليصنع مجدا

ولكل انسان اخطاؤه بلا شك ولكن بعض الحسنات تتصاغر بجانبها الأخطاء وتنزوى

كذلك سليم الأول يافووز

الذي يراه البعض رجلا عسكريا شديدا نعم فهذه طبيعة المرحلة الى تختار قادتها وبعض الآلام ضرورية لصنع النصر

ومعركة جالديران هي أكبر حسنات سليم الأول التي تتضاءل بجانبها كل السلبيات وتصغر

وقد عمل المجوس الصفويين على التمدد بمشروعهم الصفوي بعد ثورة الخوميني وقد نجحوا لغفلة المسلمين وتواطؤهم مع الأمريكان والروس على احتلال العراق وسوريا واليمن ولبنان ولكن الله أخزاهم

فتحررت أفغانستان والان سوريا تحررت من رجسهم

فليبكوا كثيرا

رحم الله السلطان يافوز سليم الأول وزاد الله المجوس الصفويين هزيمة

ممدوح إسماعيل

كاتب ومحامي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى