الأمة| تترقب الولايات المتحدة بفارغ الصبر المناظرة الرئاسية المقبلة بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب وسط أجواء مشحونة للغاية من الاستقطاب السياسي غير المسبوق.
ومن المتوقع أن تكون هذه المناظرة محورية في الحملة الانتخابية لكلا المرشحين، حيث توفر فرصة ذهبية لكل منهما لتعزيز موقفه أمام الناخبين وإقناع المترددين بشرعيتهم للفوز بالسباق إلى البيت الأبيض.
ويركز فريق بايدن على تسليط الضوء على نجاحاته في تحسين الاقتصاد وخفض معدلات البطالة وإدارة جائحة كوفيد-19. ويقوم المستشارون بتجهيز بايدن بملفات للرد على الهجمات المحتملة من ترامب، مع إعطاء الأولوية لقضايا مثل الرعاية الصحية وتغير المناخ.
استراتيجيات هجومية
من ناحية أخرى، يعكف فريق ترامب على صياغة استراتيجيات هجومية للتشكيك في قدرات بايدن القيادية وتسليط الضوء على التحديات الاقتصادية الحالية مثل التضخم وارتفاع أسعار الوقود . ويستعد مستشارو ترامب لمهاجمة بايدن بشكل مباشر، مستفيدين من خبرة ترامب السابقة في المناظرة وقدرته على إثارة مناقشات ساخنة. كما يخططون لتسليط الضوء على القضايا المثيرة للجدل مثل سياسات الهجرة وتداعيات الانسحاب من أفغانستان .
ولا تقتصر الاستعدادات على التدريب الفردي للمرشحين ولكنها تشمل أيضًا التنسيق الدقيق مع الفرق الإعلامية لضمان توصيل رسالة واضحة وفعالة للجمهور. تركز الاجتماعات المكثفة بين أعضاء الحملة على تحديد النقاط والاستراتيجيات الأساسية للتعامل مع الأسئلة والمواقف غير المتوقعة التي قد تنشأ أثناء المناقشة.
وفي هذا السيناريو المكثف، يأمل الناخبون الأميركيون في الحصول على رؤية واضحة لمستقبل البلاد من خلال أداء كل من بايدن وترامب على المسرح. وستكون هذه المناظرة بمثابة اختبار حقيقي لقدرة كل مرشح على القيادة وسط التحديات الحالية، مع توقعات بنسبة مشاهدة عالية يمكن أن تكون حاسمة في تغيير مسار الانتخابات .
هجمات متبادلة
ويرى رئيس المعهد العربي الأميركي الدكتور جيمس زغبي أن المناظرة الرئاسية المقبلة بين بايدن وترامب ستكون مليئة بالهجمات المتبادلة دون تغيير مواقف الناخبين بشكل كبير. ويتوقع زغبي أن يثير ترامب قضايا تتعلق بهنتر بايدن ويتهم الرئيس بالفساد فيما يتعلق بتعاملات ابنه مع أوكرانيا قبل عقد من الزمن، هذه الاتهامات التي لا أساس لها هي جزء من شكاوى ترامب المعتادة.
“يفضل بايدن التركيز على سجله ومناقشة القضايا المهمة مثل الاقتصاد والرعاية الصحية وحماية البيئة، لكنه لن يتمكن من تجنب الانجرار إلى لعبة الهجمات والافتراءات التي يمارسها ترامب. وقد يحاول بايدن أيضًا تأجيج الموقف”. من خلال الإشارة إلى إدانة ترامب الأخيرة والقضايا الأخرى المعلقة ضده، الأمر الذي سيزيد من التوتر”.
وأشار زغبي إلى أن “القضيتين الرئيسيتين المرجح تناولهما بجدية في المناظرة هما الهجرة وأوكرانيا. وسيحاول بايدن تسليط الضوء على التهديدات التي يشكلها ترامب على الديمقراطية والدستور، بينما سيقضي ترامب معظم وقته في الهجوم وإظهار اضطهاده”. معقدة ومظالم في محاولة للسيطرة على النقاش وإرباك بايدن”.
وأشار إلى أن “نقطة الضعف الرئيسية لدى ترامب ستكون عقدة النرجسية والاضطهاد، والتي لن يضطر بايدن إلى بذل الكثير من الجهد لاستغلالها؛ وسيكون ترامب على استعداد تام لإظهار ذلك من خلال سلوكه”.
وأوضح زغبي أن “أداء بايدن أفضل في القضايا الداخلية لكنه يعاني من انفصال عميق بين واقع وضع البلاد وظروفها الاقتصادية والتصور بأن الأمور لا تسير على ما يرام، وإلقاء اللوم بشكل غير عادل على بايدن في ذلك”.
وقال “في الواقع، لن يفوز أحد إذا سارت المناظرة كما هو متوقع. ستظل قاعدة ترامب مقتنعة بأنه فاز، وسيحدث الشيء نفسه مع قاعدة بايدن. لقد رأينا ذلك مرات عديدة في الماضي ونعرفهم جيدًا؛ لذلك، أنا لا تتوقع أن تتغير المواقف، الشيء الوحيد الذي قد يكون له تأثير هو حدوث شيء غير متوقع إذا ارتكب أي من المرشحين خطأً كبيرًا أو نسي ما كان سيقوله، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير بعض آراء الناخبين”.
