طالبت “منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة”، بمحاكمة وملاحقة مؤسسة “غزة الإنسانية”، متهمةً إياها بلعب دور خطير في تسهيل حرب الإبادة الإسرائيلية تحت غطاء العمل الإنساني.
وأكدت المنظمات، في بيان صحفي اليوم الخميس، أن المؤسسة الأمريكية، التي تعمل بواجهة إغاثية، متورطة في قتل أكثر من 1500 فلسطيني من طالبي المساعدات، عبر توفير غطاء واسع لقوات الاحتلال لمواصلة حرب الإبادة، مشيرًا إلى أن مراكز توزيع الطعام التابعة لها تحولت إلى “معسكرات موت واحتجاز”، تُمارَس فيها يوميًا جرائم القتل والاعتقال والتنكيل.
واتهمت المنظمات المؤسسة بالضلوع في مخطط ممنهج يهدف إلى التهجير القسري والتطهير العرقي باستخدام سياسة التجويع، واعتبرت أن هذه السياسة تُسهم في نزع الشعب الفلسطيني من أرضه قسرًا، عبر الضغط المعيشي والإنساني.
كما أشار البيان إلى أنّ مشاهد التحطيم والإهانة لكرامة المواطنين المجوعين باتت مشهدًا متكررًا في تلك المراكز، حيث تستخدم عناصر الأمن القوة المفرطة في التعامل مع الحشود الجائعة من النساء والأطفال وكبار السن.
وختمت المنظمات دعوتها بمطالبة الجهات القانونية والدولية بالتحرك الفوري لفتح تحقيقات شفافة ومحاكمة المؤسسة وكل من يثبت تورطه في هذه الانتهاكات الجسيمة.
وأمس الأربعاء، حذرت “منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة”، من تفاقم المجاعة في القطاع، في ظل استمرار “إسرائيل” في استخدام سياسة “العلاقات العامة” لتضليل المجتمع الدولي عبر الترويج الزائف لوصول المساعدات، في حين أن الكارثة الإنسانية في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة منذ بدء العدوان.
وأوضحت المنظمات، في بيان صحفي، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي “تواصل تضليل العالم” من خلال الإيحاء بدخول شاحنات مساعدات إلى القطاع، بينما يُمنع فعليًا وصولها إلى المناطق المحتاجة.
وأشارت المنظمات إلى أن الشاحنات التي يُسمح بدخولها تُمنع من تجاوز نقاط محددة توصف بـ”المناطق الحمراء”، وهي مناطق خطرة، حيث يتعرض المواطنون الذين يحاولون الاقتراب منها لإطلاق النار المباشر من دبابات وقناصة وجنود مدججين بأسلحة رشاشة ذاتية التوجيه تم نشرها مؤخرًا.
وأكد البيان أن “إسرائيل تعرقل عمدًا وصول المساعدات إلى مستودعات المؤسسات الدولية ومنع توزيعها بشكل آمن وعادل”، معتبرة ذلك محاولة مكشوفة للالتفاف على الضغوط الدولية من خلال خلق مظاهر وهمية للمساعدات الإنسانية، بينما تستمر في تنفيذ سياسات التجويع الجماعي بطرق جديدة.
وأشار البيان، إلى أن عشرات الأطفال حديثي الولادة فارقوا الحياة خلال الأيام الماضية بسبب انعدام الحليب العلاجي والمكملات الغذائية، وأن مئات آخرين يواجهون ذات المصير في ظل غياب أي حلول فعلية. وطالبت المنظمات بتخصيص يوم كامل لدخول هذا النوع من الحليب بشكل فوري وعاجل عبر المعابر.
وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 206 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.