السبت سبتمبر 28, 2024
تقارير سلايدر

«منظمة مجاهدي خلق الإيرانية» تجذب إليها الشباب.. ما السر؟

أهم مجال يجذب الشباب للمجاهدين هي الأعمال النضالية لوحدات المقاومة.

ما هي الرسالة التي يحملها أعضاء وحدات المقاومة؟

في بداية العام التاسع والخمسين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، يمكننا أن نقول بكل جرأة أن التقليد النضالي الثوري للمؤسسين العظماء لهذه المنظمة قد ترسخ في تنظيم المجتمع الإيراني المنتفض. إن ما نراه من المقاومة والتمرد والانتفاضة في شوارع إيران هو الثمار اللطيفة والمنعشة لهذه الشجرة الطاهرة عميقة الجذور.

 ومن شكاوى منظّري نظام الملالی أن الشباب لا يعرفون المجاهدين ولهذا ينجذبون إليهم.

وإذا سلطنا الضوء على هذه العبارة سنرى حقيقتين صارمتين:

أولا: أكثر من أربعة عقود من الدعاية المجنونة للملالي لم تتمكن من تشويه عقلية الأجيال الجديدة في إيران تجاه مجاهدي خلق.

ثانياً- على المستوى الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي والنضالي، لا تزال منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تتمتع بالجاذبية والطاقة لجذب الشباب المنتفضين وتوجيههم للنضال أثناء تراجع وهبوط الأيديولوجيات والمنظمات الثورية.

تذكر تجربة مألوفة

ومن المثير للدهشة، الآن في المشهد السياسي الإيراني، أن الشباب ينجذبون إلى المجاهدين الذين لم يروا المجاهدين قط. ولم يجروا أي اتصال مباشر مع قادتهم وكوادرهم.

إن شباب الانتفاضة ووحدات المقاومة يقدمون المجاهدين كمنظمة وفية بولائها لقضية الحرية ووقوفها دون عائق على طريق النضال تتميز من التنظيمات الكاذبة الأخرى والأدعياء الكذابين. ولذلك فإن شيطنة أجهزة المخابرات والأمن التابعة للملالي بشأن المجاهدين ومحاولة جعلهم محظورين في أذهان الشباب، يعطي نتيجة عكسية. إن قدرًا كبيرًا من المعرفة الموضوعية لدى الشباب بأصالة المجاهدين ترجع إلى دعاية الفاشية الدينية المكثفة المليئة بالخداع. لقد أدركوا في مواجهتهم لهذا النظام أنه لكي يروا الواقع عليهم أن يزيلوا حجب السحر والنفاق والخداع وستار الدجل السميك.

وحدات المقاومة والشباب الإيراني

وفي الوقت الذي يزعم فيه الزاعمون بخلاص إيران أساليب غير مكلفة دون دفع الثمن، وبعبارة أخرى، أساليب متخاذلة واستسلامية، فإن عضو وحدات المقاومة يقود الخط الأحمر في المقاومة. إنه رجل العمل والإقدام. يأخذ حياته بين يديه ويقبل مختلف الأخطار لتعزيز خط الانتفاضة. ولا يباليه لا إطلاق نار أو اعتقال.

وعندما يتم القبض عليه يربط السجن بالشارع وينفخ روح الانتفاضة في جو السجناء الآخرين. وتبقى على موقفها النضالي الثوري حتى النهاية.

وهذا هو نهج المجاهدين المرتبطة أسماءهم وشهرتهم بتاريخ إيران المعاصر. 30.000 سجين سياسي جعلوا من هذا النهج أي نهج التمسك بالموقف النضالي تقليدًا دائمًا. واليوم، أصبح لدى الثائر الشباب نماذج معروفة وراسخة لاتباع هذا الطريق.

اليوم، كل إيراني حر يريد إحداث تغيير في بلاده، أمامه مشوار نضالي حي، تم تجربته في الماضي والحال. وحتى لو كان لا يعرف المجاهدين ولم يواجههم ولو مرة واحدة في حياته، فإنه بمجرد أن يخطو على طريق النضال المشرف يجد نفسه متحالفا معهم. لذلك، لديه القدرة على أن يصبح مجاهدا.

مالخوليا غير قابلة للشفاء

يُذكر أنه في خضم انتفاضة 2022 وجه جهاز الاستخبارات التابع للحرس التحذيرات التالية:

“إذا كانت هناك طلبات منك مثل القيام بأعمال تخريبية مثل إحراق الأماكن واللافتات والرموز أو كتابة شعارات أو التقاط صور وفيديو لأماكن عسكرية ودينية محددة أو إقامة تجمعات ومظاهرات وما شابه ذلك، فإن هذه الاتصالات بك تكون من مجاهدي خلق… لذلك، في أول فرصة، قم بإغلاق هذا الاتصال في الفضاء الإلكتروني، وأبلغ عن الوضع إلى أقرب وحدة استخبارات تابعة للحرس في مكان إقامتك أو إلى رقم الهاتف 114 لاستخبارات الحرس.”

الخوف من انضمام الشباب إلى المجاهدين هو الماليخوليا غير القابلة للشفاء، التي استولت على نظام ولاية الفقيه.

جيل ولد من دماء 120 ألف شخص

قبل أربعة عقود، أعلن خميني وجوب محاكمات في الشوارع وإطلاق النار على الجرحى وتفتيش المنازل وإبلاغ مؤسسات القمع، بل وحتى التجسس وشرب الخمر كعمل إلزامي للحفاظ على حكمه. لقد اعتقد أنه من خلال القضاء على المجاهدين جسديًا، يمكنه الاستمرار في خلافته لسنوات عديدة في إيران؛ ولكن وفقا لمنطق الوجود وقوانين التطور الاجتماعي، فإنه فشل في ذلك.

الجيل المضرج بالدماء نشأ الآن على شكل شباب لا يخافون من دخول السجن، ويتحدون صوت الرصاص وضرب الهراوة على أجسادهم الملتهبة. إنهم مخلصون لجوهر الحرية ومستعدون لدفع أي ثمن باهظ لإزالة الرجعية من هذا البلد الطيب. وهذا هو معنى المجاهد.

Please follow and like us:
سمير زعقوق

administrator
كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب