تقاريرسلايدر

من هو الملا محمد علي موحدي كرماني؟

في 21 مايو، شهد النظام الإيراني منعطفًا هامًا باختيار الملا محمد علي موحدي كرماني رئيسًا لمجلس الخبراء، الهيئة المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.  يأتي هذا الاختيار في خضم أزمات متعددة تواجهها إيران، أبرزها أزمة البقاء على السلطة وتحديد الخليفة القادم بعد وفاة المرشد الأعلى الحالي علي خامنئي.

مهام مجلس الخبراء:

يُعدّ مجلس الخبراء، وفقًا لدستور النظام الإيراني، هيئة رقابية على أداء المرشد الأعلى، كما يملك صلاحية إقالته في حال ثبوت عجزه عن أداء واجباته، وتعيين خليفته.

تاريخ مجلس الخبراء:

على الرغم من صلاحياته الدستورية، لم يُقدم مجلس الخبراء أي انتقاد للمرشد الأعلى طوال تاريخه، ولم ينشر أي تقرير رسمي حول أدائه، واكتفى بتوجيه الثناء على علي خامنئي.

دور مجلس الخبراء في اختيار المرشد الأعلى:

مع غياب الرقابة الحقيقية وتطهير أعضاء المجلس المعارضين، باتت وظيفته الأساسية تقتصر على اختيار الشخص الذي سيخلف خامنئي بعد وفاته.

وفاة إبراهيم رئيسي وتأثيرها على مجلس الخبراء:

توفي إبراهيم رئيسي، الرئيس السابق للسلطة القضائية ورئيس النظام، في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في 19 مايو. كان رئيسي، الذي شغل منصب ممثل محافظة جنوب خراسان في مجلس الخبراء، يُعدّ المرشح الأوفر حظًا لتولي رئاسة المجلس، خاصة مع غياب شخصيات بارزة مثل أحمد جنتي، واستبعاد الرئيس السابق حسن روحاني ورئيس المحكمة العليا السابق صادق لاريجاني.

نائبا رئيس مجلس الخبراء:

خلال جلسة الثلاثاء، تم تعيين كل من هاشم حسيني بوشهري وعلي رضا أعرافي، رؤساء المعاهد العلمية في البلاد، نائبين أول وثانيا لمجلس الخبراء على التوالي.

محمد علي موحدي كرماني:

عالِم دين شيعي إيراني وسياسي بارز، من مواليد عام 1931، يبلغ من العمر 93 عامًا. شغل منصب إمام صلاة الجمعة في كرمانشاه منذ عام 1981، كما شغل منصب إمام مؤقت لصلاة الجمعة في طهران بناءً على طلب المرشد الأعلى خامنئي عام 2012.

من أهمّ مناصبه:

• عضو مجلس خبراء القيادة منذ عام 1997.

• نائب لرئيس مجلس الشورى الإسلامي.

• رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس الشورى الإسلامي.

• رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى الإسلامي.

• عضو في مجلّس تشخيص مصلحة النظام.

• ممثل المرشد الأعلى في الحرس الثوري الإسلامي من عام 1992 إلى عام 2006.

دور موحدي كرماني في دعم النظام الإيراني:

لعب رجل الدين المتشدد موحدي كرماني دورًا هامًا في دعم النظام الإيراني، وذلك من خلال خطاباته ومواقفه المتشددة.

ففي 23 فبراير 2018، أشاد بقوات الأمن التابعة للنظام لقمعها الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على الأمن وعدم التسامح مع أي مخالفة للقانون.

ولم يقتصر دعم كرماني للنظام على الخطابات فحسب، بل شارك أيضًا في التخلص من «العناصر المعارض فيها» داخل النظام.

ففي 6 أبريل 2017، هاجم الرئيس السابق حسن روحاني خلال اجتماع مغلق، متهمًا إياه بعدم الالتزام الكامل بتوجيهات المرشد الأعلى خامنئي، مما أدى إلى العديد من الأضرار التي لحقت بالدولة.

كما أظهر كرماني دعمًا قويًا لسياسات النظام الهادفة إلى تقييد حرية الإنترنت، معتبرًا أن ذلك ضروري لمنع انتشار الأفكار المناهضة للنظام.

وفي 29 ديسمبر 2017، دعا إلى تطبيق رقابة صارمة على الإنترنت، مستشهدًا بتجربة الصين في هذا المجال.

وبشكل عام، ساهم موحدي كرماني بشكل كبير في تعزيز نفوذ النظام الإيراني وقمع المعارضة.

وتُظهر تصريحاته وأفعاله مدى التزامه المطلق بالنظام ورفضه لأي شكل من أشكال الانفتاح أو التغيير.

في 22 يونيو 2018، هاجم رجل الدين المتشدد موحدي كرماني بشدة سياسة التفاوض مع الولايات المتحدة التي ينتهجها النظام الإيراني.

ووصف كرماني أولئك الذين يدعون إلى الحوار مع واشنطن بـ«المقززين» و«المثيرين للاشمئزاز»، متهمًا إياهم بالتواطؤ مع الجرائم والقمع الأمريكي. كما اتهمهم بانتهاك وعودهم وخيانة مصالح الشعب الإيراني.

ولم تتوقف انتقادات كرماني عند هذا الحد، بل وجه اتهامات صريحة بالتزوير في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، مدعيًا أن المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي حرم من الفوز بفارق كبير.

وإلى جانب معارضته الشديدة للمفاوضات مع الغرب، أظهر كرماني دعمًا قويًا لقمع الحريات الفردية، خاصة فيما يتعلق بالنساء.

ففي خطبة له عام 2017، دعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد النساء اللواتي لا يلتزمن بارتداء الحجاب الإلزامي، مؤكدًا أن «داخل السيارة ليس مكانًا خاصًا».

تُجسد تصريحات موحدي كرماني النظرة المتشددة لتيار متنامٍ داخل النظام الإيراني، والتي تُعارض بشدة أي شكل من أشكال الانفتاح أو التغيير.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights