في مشهد متصاعد من الصراع، أصبح اسم محمد إبراهيم حسن السنوار واحدًا من أشهر الأسماء في قيادة الفعل العسكري داخل قطاع غزة. في 30–31 أغسطس/آب 2025، أعلنت حركة حماس رسميا مقتل قائدها العسكري في غزة، محمد السنوار، وهو إعلان يؤكد ما كانت تلقي به تقارير سابقة وادعاءات إسرائيلية خلال الأشهر الماضية. لهذه الأخبار انعكاسات سياسية وعسكرية فورية على بنية قيادة الحركة ومسارات التفاوض ومستقبل المواجهة في القطاع.
من هو محمد السنوار؟
محمد السنوار هو: محمد إبراهيم حسن السنوار من مواليد 16 سبتمبر 1975 ، واستشهد في 13 مايو 2025، وهو سياسي فلسطيني ومقاتل أصبح ثالث زعيم لحركة حماس في قطاع غزة ، بعد مقتل شقيقه يحيى السنوار في أكتوبر 2024. كما شغل منصب القائد السابع لكتائب عز الدين القسام منذ يوليو 2024. وشغل كلا المنصبين حتى مقتله على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي في مايو 2025.
وُلِد محمد إبراهيم حسن السنوار في مخيم خان يونس للاجئين في 16 سبتمبر 1975، وقضى عدة سنوات في سجون إسرائيل والسلطة الفلسطينية في التسعينيات وأصبح زعيم لواء خان يونس التابع لحماس في عام 2005. قامت إسرائيل بعدة محاولات لاغتياله ، آخرها قتلته في عام 2025.
مع تصاعد الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، برز السنوار كوجه بارز في قيادة الاستراتيجية الميدانية لكتائب القسام داخل غزة. بحسب تقارير إعلامية وتحليلية صادرة قبل أشهر، أدت خسائر قيادية متتابعة في صفوف قيادة حماس داخل غزة إلى تصاعد دور السنوار، حتى صار يُنسب إليه دور قيادي محوري في المراحل المتأخرة من الصراع، بما في ذلك إدارة عمليات عسكرية وتنظيم تعاطٍ مع ملف الأسرى والمفاوضات.
صعود محمد السنوار داخل كتائب القسام
انضم السنوار إلى حماس في عام 1991، وأصبح عضوًا في جناحها العسكري، كتائب القسام . وقد تأثر أيديولوجيًا بالمؤسس المشارك لحماس عبد العزيز الرنتيسي . وارتفعت رتبته في الحركة بمرور الوقت، وأصبح في النهاية أحد رؤساء الأركان المشتركة، حيث أصبح قريبًا من قادة حماس مثل محمد الضيف وسعد العربيد – اغتيل الأخير في عام 2003- كما أصبح قريبًا من نائب قائد حماس مروان عيسى
خلال سنوات، تدرج السنوار في بنية كتائب القسام إلى أن أصبح من وجوه القيادة العسكرية البارزة. عُرف عنه دوره العملي في تنظيم وتخطيط عمليات عسكرية وقيادته لقطاع خان يونس، كما كان جزءًا من مجلس الأركان العسكري لدى القسام. تُشير تقارير ودراسات تحليلية إلى أن السنوار كان واحدًا من الأسماء المقربة من صناع القرار داخل الكتائب، وهو شقيق يحيى السنوار، القائد المعروف لحركة حماس في غزة قبل استهدافه ومقتله في 2024.
خلّف السنوار خلفه سيرة عسكرية مركزة على بناء قدرات صاروخية وزراعية تحت الأرض، وتطوير بنية سرية للقيادة الميدانية داخل القطاع. اتهمته جهات إسرائيلية بالاشتراك في التخطيط لعمليات كبرى بينها هجمات تاريخية وعمليات اختطاف من الماضي (من بينها علاقة بأحداث ما بعد 2006)؛ وتأتي هذه الاتهامات في سياق الخطاب الإسرائيلي الذي وضع السنوار ضمن قائمة المطلوبين لسنوات. في المقابل، تحظى روايات حماس حول قادتها بطابع بطولي داخلي يحوّلهم إلى رموز مقاومة في السرد الفلسطيني.
محاولات اغتيال فاشلة
بحلول مايو 2021، كان السنوار قد تعرض لست محاولات اغتيال على الأقل من قبل إسرائيل خلال فترة 20 عامًا.
خلال الانتفاضة الثانية ، استُهدف السنوار في سبتمبر/أيلول 2000. ثم استُهدف لاحقًا في عام 2003، عندما تم تفجير عبوة ناسفة بدائية في جدار منزله، على الرغم من أنه لم يُصب بأذى. في عام 2006، أصابت غارة جوية إسرائيلية سيارة يُعتقد أنها كانت تقل السنوار، إلا أنه لم يكن بداخلها.
في عام 2008، ورد أن السنوار استخدم إرساليات إذاعية مسجلة مسبقًا لخداع جيش الدفاع الإسرائيلي ليعتقد أنه يتحدث على الهواء مباشرة من موقع الإشارة، مما دفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى قصف المنطقة، على الرغم من أن السنوار لم يكن هناك أبدًا.
أعلنت حماس أن السنوار قد قُتل خلال حرب غزة عام 2014 ونشرت صورة زعمت أنها تُظهر جثته مستلقية على سرير ملطخ بالدماء. وقد تم ذلك لردع المزيد من محاولات اغتياله. اعتقدت إسرائيل أنه مات حتى اكتشفت أدلة على نجاته بعد تسع سنوات. يُفترض أن السنوار كان مختبئًا في الأنفاق تحت قطاع غزة .
في عام 2019، وردت أنباء عن استهداف السنوار وقادة آخرين من حماس، بمن فيهم رفح سلامة ، في مؤامرة لسمّهم واختطافهم من شاطئ خان يونس من قِبل قوات الكوماندوز الإسرائيلية. رفضت كتائب القسام التقرير واصفةً إياه بأنه “لا أساس له من الصحة”.
خلال الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية عام 2021 ، أصيب السنوار وسلامة بجروح طفيفة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على نفق كانوا فيه. في 16 مايو من ذلك العام، قصفت إسرائيل منزل السنوار، وكذلك منزل شقيقه يحيى السنوار، في خان يونس، لكن يبدو أن كليهما كان خاليًا.
تأكيد وفاة محمد السنوار
في 30–31 أغسطس/آب 2025 نشرت وكالات أنباء عدة أن حركة حماس أكدت مقتل محمد السنوار في قطاع غزة، تأكيد جاء بعد أيام وأسابيع من تصاعد الادعاءات الإسرائيلية بأنها نفّذت غارة أدت إلى مقتله في مايو/أيار 2025. وكالات دولية (رويترز، فرانس 24، الجزيرة/الشرق الأوسط، إلخ) نقلت عن بيان أو سياق تصريحات حماس التي أوردت وفاة السنوار، فيما كانت تقارير إسرائيلية رسمية قد ذكرت قبل ذلك أن ضربات محددة استهدفت مراكز قيادة داخل غزة، وأن السنوار من بين الذين سقطوا. الإعلان الرسمي من حماس يضع نهايةً لحالة تردد استمرت شهورًا بين نفي والتكذيب وتصريحات إسرائيلية متعاقبة.
ردود الفعل على مقتل السنور
- داخل الحركة: مقتل قائد عسكري بخبرة ووزن السنوار يفتح ساحة تساؤلات حول من سيملأ الفراغ القيادي — هل تتجه الحلبة إلى خليط من الضباط الميدانيين أم تشهد توافقًا يفضي إلى تعيين شخصية قادرة على حفظ توازن القوى بين جناح المقاومة والجناح السياسي الذي يعمل خارجيًا (مكاتب في قطر ومصر وإيران بعلاقات متفاوتة)؟ تقارير ميدانية وتغطية آنية تشير إلى احتمال تسلم مسؤول مقرب أو نائب دوره القيادي بشكل مؤقت.
- عسكريًا: خسارة قائد بخبرة ميدانية قد تؤثر على تنظيم العمليات قصيرة المدى والمهام الاستخباراتية داخل القطاع، لكنها نادراً ما تؤدي إلى انهيار فوري للبنى العسكرية إذا ما كان هناك عمق قيادي وهياكل بديلة كما لدى الحركات المسلحة الكبيرة.
- دبلوماسيًا وسياسيًا: الإعلان عن وفاة قائد بارز قد يعيد ترتيب أوراق الوساطات والتفاوض حول أسرى أو هدنة إن وُجدت نوايا لدى أطراف إقليمية ودولية للتوسط، خصوصًا أن أطرافًا عربية وإقليمية كانت تلعب أدوارًا في الاتصالات غير المباشرة.