في تعليقه على العمليات الجوية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أكد محمد الفاتح الناشط السياسى على ” فيس بوك” أن السؤال الذي يطرحه الجميع حول كيفية تزويد طائرات الكيان بالوقود، هو أكثر من مجرد استفسار تقني. وقال: “كل مرة ينفذ فيها الاحتلال غارات جوية على أهداف بعيدة خارج حدوده، يتكرر السؤال نفسه، لكنه يخفي في طياته ألغامًا سياسية وأمنية كبيرة.”
وأوضح الفاتح أن مدى الطائرات المتقدمة، مثل F-15I راعم وF-35I أدير، لا يكفي للقيام بمهمات طويلة دون دعم إضافي. فالأولى تمتلك مدى يقارب 1800 كيلومتر، بينما الثانية أقل، حوالي 1400 كيلومتر، وما بين ذلك والمناطق المستهدفة، تتراوح المسافات بين 1500 إلى أكثر من 2100 كيلومتر، كمسافة من قاعدة حتسور الجوية إلى طهران أو صعدة أو الخرطوم. ولفت إلى أن استكمال تلك المهام يحتاج إلى وجود صهاريج جوية للتزويد بالوقود خلال الطريق.
وأضاف أن لدى الاحتلال طائرات KC-707 للتزود بالوقود جوًا، غير أنها طائرات كبيرة وتحتاج إلى أجواء آمنة وخالية من المعاكسات من أجل تنفيذ مهماتها، وهو الأمر الذي يضع يدنا على بيت القصيد: إذ أن عبور هذه الطائرات يمر بمساحات جوية تحتاج إلى موافقة خاصة، أو على الأقل، إلى تنازلات من بلدان المنطقة.
وأكد الفاتح أن كثيرًا من خريطة المنطقة تضع عدة دول في دائرة الشك، خاصة التي أعلنت تطبيع علاقاتها مع الاحتلال أو وقعت اتفاقات أمنية معه، أو التي تتبنى أدوارًا مزدوجة بين العداء المعلن والصداقة الظاهرة. وقال: “مرور الطائرات أو صهاريج التزويد عبر أجواء الخليج، مثلاً، قد يبدو مستبعدًا علنًا، لكنه في الكواليس مفهوم ضمنًا، والكل يعلم أن اليوم كل شيء يُشترى ويُباع: السيادة، المجال الجوي، وحتى المبادئ.”
واختتم الفاتح بالقول: “السؤال الحقيقي اليوم لم يعد من أين تزودت الطائرات، وإنما من الذي سهل مرورها، ومن الذي غض الطرف، ومن الذي قال لهم: ‘مروا من هنا، لا أحد سيرى شيئًا’؟ في زمن الأكاذيب الكبرى، يكمن الهدف في كشف العملاء، لا في تتبع الطائرات ذاتها. فالهدف الأعمق هو أصطياد من فرش السماء لهؤلاء الطياربن بالغدر والخيانة.”