مهدي عقبائي يكتب: يمكن التنبؤ بـ«نتائج الانتخابات الإيرانية» الصورية
كان النظام الإيراني يجهز نفسه لما يسميه الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء لعدة أشهر. ومع ذلك، مع إقصاء وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور لمئات من عناصر النظام القدامى والمرشحين، فإن نتائج الانتخابات الصورية المقبلة المقرر إجراؤها في الأول من مارس يمكن التنبؤ بها أكثر من تداعياتها العالمية.
وخلافاً للسنوات السابقة، فإن قليلين يتوقعون أي تغيير ذي معنى ينبع من العرض الانتخابي. ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة مهمة:
في نظام يخلو من التصويت الحقيقي، لماذا يصر علي خامنئي، على إجراء الانتخابات؟
على الرغم من دفع خامنئي لتحقيق نسبة إقبال عالية على التصويت، فلماذا استُبعد المقربون من النظام والمتواطئين معه ذوي الخلفيات السياسية والأمنية الواسعة، مما قد يزيد من احتمالات مقاطعة الانتخابات؟
ما هي الآثار المترتبة على استبعاد حسن روحاني؟
هل استراتيجية خامنئي الحالية مدفوعة في المقام الأول باعتبارات تتعلق بخليفته أو بقائه هو؟
ماذا يعني استبعاد منافسي خامنئي بالنسبة للسياسة الغربية الموجهة نحو إشراك ما يسمى بالمعتدلين في النظام؟
مقاطعة غير مسبوقة للانتخابات
يقترب النظام الديني من الانتخابات وسط خيبة أمل مجتمعية واسعة النطاق. ويتوقع المسؤولون ووسائل الإعلام الحكومية أن تكون نسبة مقاطعة الانتخابات قياسية مقارنة بأي عام آخر.
وقال وزير الداخلية السابق عبد الواحد موسوي لاري في مقابلة في أكتوبر 2023، «هناك مخاوف من أن يكون غضب الناس تجاه صناديق الاقتراع أكثر خطورة مما كان عليه في عام 2019».
وأعلن وزير الداخلية آنذاك في عام 2019، أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الحادية عشرة بلغت 42.57%، وهي أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات البرلمانية منذ وصول الملالي إلى السلطة عام 1979.
أفادت صحيفة آرمان-ملي، «تظهر نتائج استطلاع أجري من خلال مقابلات مباشرة مع أفراد في طهران نتائج مثيرة للاهتمام. أُجري هذا الاستطلاع في 11 يونيو في 32 منطقة ذات حركة مرور عالية في مدينة طهران، مع 365 فردًا تزيد أعمارهم عن 18 عامًا».
و«وفقًا لهذا الاستطلاع، 58% من المستطلعين غير مدركين للانتخابات القادمة بحلول نهاية هذا العام، في حين أن 42% فقط مطلعون على الأمر. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت مجموعة استطلاع الرأي التابعة لوكالة الأنباء (روزبلاس) في مرحلتها الأولى من الاستطلاع بخصوص الانتخابات البرلمانية الثانية عشرة في 9 أغسطس: «35% من الناس بالتأكيد لن يشاركوا في الانتخابات، و8% فقط سيصوتون بناءً على القوائم».
وذكر الموقع الإلكتروني الحكومي، فرارو، في 30 يناير: «لقد بدأ الناس يعتقدون أن عدم المشاركة الواعية في الانتخابات أفضل من التصويت لشخص نحن متأكدون من أنه لا يمكن أن يحل مشاكلنا. مقاطعة صناديق الاقتراع ظاهرة جدية، ويجب محاسبة أولئك الذين قوضوا مصداقية الانتخابات».