رغم مرور ما يقرب من 8 أشهر على بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، بعد شن المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، إلا أن نهاية الحرب لم تكتب بعد، رغم إبادة الشعب الفلسطيني الأعزل أمام حكومات العالم المتشدقة بالدعوى للسلام والتعايش العالمي بين الأمم.
وبشكل يومي تطالعنا الصحافة العالمية بتصريحات القادة والسياسيين وتقديم مقترحاتهم لإنهاء الحرب التي سفكت دماء مئات الآلاف من الأبرياء في فلسطين، إلا أن أذان المحتل الغاشم لم تسمع بعد، وأعينهم تغض الطرف عن أية مبادرات لوقف الحرب والبدء في تبادل الأسرى.
“الأمة” رصدت في التقرير التالي أبرز تصريحات وزيرا خارجية إيران وتركيا، لمعرفة دور الدولتين في الصراع المحتدم بالشرق الأوسط، وما مدى مساندتهم لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، أو الضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق أهداف تذكر في تلك الحرب، وما الفائدة وراء ذلك.
إيران.. وحماس
المتابع لتصريحات الحكومة الإيرانية عموما ووزير خارجيتها بشكل خاص، يجد أن طهران تساند حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهددت في أكثر من مناسبة بقصف أهدافا في العمق الإسرائيلي مما أثار دهشة أغلب أهل السنة، لاختلاف المذهب الشيعي لإيران عن مذهب حماس (أهل السنة والجماعة).
دعم مصالح
ووفقا لمراقبين فإن إيران التي تحلم بفرض أجندتها وأحلامها التوسعية في المنطقة ترى في دعمها لحركة حماس ولو بشكل ظاهري، يُكسبها مزيدًا من الاحترام والتعاطف من قبل الشعوب العربية المساندة للقضية الفلسطينية ولهذا فإنها تمدها سرا ببعض السلاح والمال، وتعادي أيضا تل أبيب في أكثر المحافل والمناسبات لكسب ود أخرين يرفضون التطبيع مع الاحتلال الغاشم.
وفي تصريحات متعاقبة لوزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، شدد على ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة، وعلى ضرورة التوصل لحل سياسي، معتبرًا أن مواصلة الحرب تعني الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة.
وعبر منصة “إكس” شدد عبداللهيان، على ضرورة إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة ، والاتفاق على هدنة يعقبها تبادل الأسرى بين الجانبين، مؤكدًا أنه لن يٌحرر الأسرى بالحرب، لأنهم سيقتلون جميعا.
حرب التصريحات
وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، كثيرًا ما توعد حكومة الاحتلال الإسرائيلي برد فعل شديد إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحها، قائلًا :” إذا أرادت تل أبيب، القيام بمغامرة أخرى وعملت ضد مصالح إيران فإن ردنا التالي سيكون فوريا وعلى أقصى مستوى” لكن حتى الآن لم تجرؤ طهران على أي مناورة ضد تل أبيب، لذا تثار دائما الشكوك حول تلك التصريحات رغم العلاقات الوطيدة في السر.
تركيا وحماس.. وماذا عن إسرائيل؟
حالة من الجدل تثار بين الحين والأخر حول العلاقة بين تركيا والمقاومة الفلسطينية “حماس” من جهة، وبينها وبين تل أبيب من جهة أخرى، فالمتابع للشأن التركي، يجد أن الحكومة التركية دائما ما تعلن في كافة المحافل الدولية دعمها الغير مشروط للقضية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إلا أن التعاون الاقتصادي مع تل أبيب دائما ما يهدد صفو هذه العلاقة لدى الشعوب العربية الداعمة لفلسطين.
جرائم حرب
بدوره اتهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، مؤكدًا أن الدعم الأمريكي غير المشروط لتل أبيب، شجعها على تلك الجرائم.
ونوه فيدان، خلال تصريحات صحفية، بأن سلطات الاحتلال لا تريد الالتزام بالسلام الدائم والعادل على أساس حل الدولتين، ولذلك فهي رفضت كل الصيغ المقدمة للوساطة مع حماس برعاية مصر وقطر وأمريكا من أجل وقف النار وتبادل الرهائن.
دعم أمريكي
وفي مقابلة تلفزيونية أكد وزير الخارجية التركي، أنه لولا الدعم الأمريكي لما تمكنت تل أبيب، من الإقدام على تلك الانتهاكات الإجرامية بحق المدنيين في قطاع غزة.
وعن دعم تركيا لفلسطين، أصر هاكان فيدان، على أن دعم الحكومة التركية لفلسطين غير مشروط، ولهذا أبلغنا الجانب الأمريكي أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي” سيظل مستمرا في غياب حل الدولتين.
أنقرة وتل أبيب
وعلقت تركيا أوائل الشهر الجاري علاقتها الاقتصادية مع تل أبيب، بعد تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، معتبرة أن هذا القرار ساري المفعول حتى تضمن تدفق غير منقطع لكافة المساعدات الإنسانية لغزة.
ويشمل حجم التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب 9.5 مليار دولار، لكن ترى الحكومة التركية أن المكاسب السياسية من وراء هذا القرار أفضل بكثير من أي خسائر اقتصادية.
حظرت تركيا مطلع شهر أبريل الماضي، تصدير 54 منتجا إلى الاحتلال الإسرائيلي، من بينها الحديد والرخام والصلب والإسمنت والألمنيوم والطوب والأسمدة ومعدات ومنتجات البناء ووقود الطائرات.
ويعود السبب الرئيسي وراء ذلك إلى رفض تل أبيب، مشاركة الحكومة التركية في إيصال المساعدات الإنسانية جوا إلى قطاع غزة.