في تصريح لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين قال:إن بلاده لا ترى أي مبرر لإدراج مسألة تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية ضمن المفاوضات الجارية مع أوكرانيا، مشددًا على أن روسيا تظل “موردًا موثوقًا” لهذه السلع في الأسواق العالمية دون الحاجة لموافقة من أي طرف.
وأوضح فرشينين، في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية، أن موسكو “لا تحتاج إلى إدراج هذه القضايا في المفاوضات، لا سيما مع الجانب الأوكراني”، مضيفًا: “نحن مستمرون في التصدير، ولسنا بحاجة لموافقة من أحد على ذلك”.
موعد انتهاء مذكرة التفاهم يقترب
ويأتي هذا التصريح في ظل اقتراب موعد انتهاء مذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة الخاصة بتسهيل تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية، في 22 يوليو الجاري. وكانت هذه المذكرة جزءًا من اتفاق شامل تم توقيعه بالتزامن مع ما عُرف بـ**”صفقة الحبوب” الأوكرانية** في عام 2022.
وشملت بنود المذكرة تسهيلات لرفع العقوبات غير المباشرة عن الصادرات الزراعية الروسية، وربط بنك “روس سيلخوز بنك” بنظام “سويفت”، إلى جانب تسهيل توريد المعدات الزراعية وإعادة تشغيل خط أنابيب “توليياتي–أوديسا” لنقل الأمونيا.
موسكو: لا وفاء بالوعود الأممية
وانتقدت روسيا مرارًا ما وصفته بـ”عدم التزام الأطراف الأخرى” بتعهداتها، مشيرة إلى أن المنتجات الروسية ما زالت تواجه صعوبات في الوصول للأسواق العالمية، رغم توقيع الاتفاقات. كما اتهمت موسكو نظام كييف باستغلال ممرات تصدير الحبوب لشن هجمات واستفزازات ضد البنية التحتية الروسية، وهو ما أدى إلى انسحابها من المبادرة في يوليو 2023.
مفاوضات اسطنبول تراوح مكانها
وفي السياق ذاته، عقدت موسكو وكييف جولتين من المفاوضات المباشرة في إسطنبول في وقت سابق هذا العام، تم خلالهما التوصل إلى اتفاقات لتبادل الأسرى وتسليم جثث القتلى. كما ناقش الجانبان مسودات لتسوية النزاع، غير أن الجولة الثالثة لا تزال قيد الانتظار، وفق مصادر دبلوماسية تركية.
وبينما تطالب أوكرانيا بإعادة تفعيل مبادرة تصدير الحبوب من موانئها، تصر روسيا على ربط أي تقدم بتنفيذ الشق الخاص بها من الاتفاقيات، والذي يتضمن تسهيلات لقطاعها الزراعي والمالي.