حذرت روسيا من تحركات يجريها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بهدف العودة العسكرية إلى أفغانستان، وذلك بعد أربع سنوات من الانسحاب الغربي من البلاد.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الحلف الغربي يسعى لتوسيع وجوده في منطقة آسيا الوسطى، من خلال الضغط على الجمهوريات السوفياتية السابقة لتقليص تعاونها مع موسكو.
وأكد لافروف، خلال مؤتمر دولي للأحزاب السياسية الآسيوية، أن “الناتو” يمارس سياسة “إما معنا أو مع روسيا” تجاه دول آسيا الوسطى، بهدف تحجيم النفوذ الروسي وتعزيز الوجود الغربي في المنطقة.
روسيا: تعزيز العلاقات مع “طالبان” لمواجهة العدو المشترك
في مواجهة التحركات الغربية، تسعى موسكو إلى توسيع علاقاتها مع حركة طالبان في أفغانستان.
وقد رفعت روسيا اسم الحركة من قوائم الإرهاب، معتبرة أن الطرفين يواجهان “عدواً مشتركاً”، يتمثل في المجموعات الإرهابية المتشددة الناشطة داخل أفغانستان وعلى الحدود مع آسيا الوسطى.
وفي هذا السياق، أجرى السفير الروسي لدى أفغانستان، ديميتري جيرنوف، محادثات مع وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، تم خلالها قبول السفير الأفغاني الجديد في موسكو، والتباحث حول تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية بين البلدين.
تهديدات متزايدة من الجماعات المتطرفة في أفغانستان
ترى موسكو أن التهديد الإرهابي في أفغانستان آخذ في التصاعد، خاصة مع نشاط أكثر من 20 جماعة متشددة، تضم ما يزيد عن 15 ألف مقاتل، وفقاً لوزير الدفاع الروسي، آندريه بيلوسوف.
وخلال اجتماع لوزراء دفاع منظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيشكك، أكد بيلوسوف أن هذه الجماعات تمثل الخطر الرئيسي على أمن روسيا ودول آسيا الوسطى.
وأشار إلى أن تدفق المقاتلين الأجانب من الشرق الأوسط إلى أفغانستان يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
تحذيرات من استغلال الأزمة الأوكرانية لتعزيز نفوذ “الناتو”
اتهم بيلوسوف الغرب بمحاولة إلحاق “هزيمة استراتيجية” بروسيا، عبر استغلال الأزمة الأوكرانية كذريعة لتعزيز الوجود العسكري لحلف الناتو في أوروبا الشرقية ودول البلطيق.
وأكد الوزير الروسي أن التحركات الغربية تتزامن مع تصاعد خطر الإرهاب، ما يشكل تحديات أمنية متنامية للدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
داعش خراسان يتصدر المشهد الإرهابي في القوقاز
كشفت الأجهزة الأمنية الروسية عن إحباط عدد من الهجمات الإرهابية منذ مطلع العام، معظمها كان بتخطيط من تنظيم “داعش خراسان” الذي بات يقود النشاط المتشدد في القوقاز، متجاوزاً تنظيم “القاعدة” الذي كان يسيطر سابقاً على العمليات من أفغانستان.
وترى موسكو في هذا التنظيم تهديداً مباشراً لأمنها القومي، مما يعزز من مبرراتها لتوثيق التعاون الأمني مع “طالبان” ومواصلة مراقبة التحركات الغربية في المنطقة.