
في خطاب حماسي ألقاه مولانا فضل الرحمن، زعيم جمعية علماء الإسلام، في مسيرة غزة المليونية في كراتشي، أدان بشدة حكام العالم الإسلامي لتخليهم عن قضية الشعب الفلسطيني.
وقال إن القادة المسلمين تحولوا إلى مجرد دمى، ينفذون أوامر القوى العالمية بدلاً من الدفاع عن حقوق الأمة الإسلامية وكرامتها. وأكد على أهمية الوحدة والعمل، داعياً الجماهير الإسلامية إلى تجاوز صمت حكوماتها وتواطؤها والوقوف إلى جانب شعب غزة.
زعم فضل الرحمن أن القادة الإسلاميين اليوم ملتزمون بمصالحهم السياسية والاقتصادية، ومتماشين تمامًا مع التوجيهات الأمريكية، ومطيعين للإملاءات الإسرائيلية. وطالب بحركة عالمية حازمة ضد إسرائيل، مشبهًا الرد المطلوب بطوفان يجرف المعتدي كقشة عالقة في المد.
وتحدى أسطورة شائعة مفادها أن الفلسطينيين باعوا أرضهم طواعيةً لليهود، قائلاً إنها أداة دعائية كاذبة تُستخدم لتبرير الاحتلال. وأوضح، مستنداً إلى حقائق تاريخية، أنه في عام ١٩١٧، بعد الحرب العالمية الأولى، لم يسيطر اليهود إلا على حوالي ٢٪ من أراضي فلسطين، بينما كانت الـ ٩٨٪ المتبقية ملكاً للفلسطينيين. وأضاف أن الادعاء بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم باطلة وتحريف للتاريخ.
أعلن زعيم جماعة علماء الإسلام (جبهة التحرير الإسلامية) أيضًا أن إسرائيل ليست دولة شرعية، بل محتلة غير شرعية لأراضٍ عربية. ووصفها بأنها طعنة في ظهر العرب، غُرشت بمساعدة القوى الغربية. وخاطب الولايات المتحدة، متسائلًا عن سبب رخص دماء المسلمين في نظر واشنطن. وأوضح أن دولةً مذنبة بسفك كل هذه الدماء لا تملك السلطة الأخلاقية لتوجيه البشرية أو إلقاء محاضرات على الآخرين حول حقوق الإنسان.
سلّط فضل الرحمن الضوء على الاتجاهات المتغيرة في الاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن عصر الهيمنة الغربية، وخاصة عصر استغلال أوروبا للموارد الآسيوية، قد ولّى. وتوقع أن مستقبل الاقتصاد العالمي سيكون في آسيا، مما يُنذر بنهاية الهيمنة والسيطرة الأمريكية.
كما وجّه تحذيرًا قويًا للجهات المعنية المحلية والدولية. مُخاطبًا الولايات المتحدة مباشرةً، أعلن أن على واشنطن أن تُدرك أن أيام هيمنتها المطلقة قد ولّت. وفي إشارة إلى ردود الفعل العنيفة التي تلقّتها في أفغانستان، حذّر من أن أمريكا قد تُصبح قريبًا منقسمة وضعيفة إذا استمرت في سياساتها العدوانية في العالم الإسلامي.
فيما يتعلق باعتراف إسرائيل، حذّر فضل الرحمن حكومة باكستان من مجرد التفكير في أي قبول رسمي. وأكد أن هذا يتعارض مع المبادئ الأساسية لباكستان، وهدّد بمقاومة شديدة، مُعلنًا أن من يسلك هذا الطريق سيُعاني عواقب وخيمة.
كما استهدف المؤسسات الداخلية، كمؤسسات بناء المؤسسات والقيادة السياسية، مُدينًا ما اعتبره تسليعًا للمؤسسات الديمقراطية. وصرح بأن البرلمانات قابلة للبيع والشراء، لكن السلطة الفعلية اليوم ليست في قاعات المجالس، بل في الشوارع، مع الشعب.
في ختام كلمته، أشار إلى أن الولاء الأعمى للغرب، وخاصةً للولايات المتحدة وإسرائيل، لن يكون مقبولاً بعد الآن. ودعا النخبة المسيطرة إلى مراعاة مشاعر الشعب، محذراً من أن ذلك قد يُعجّل باضطرابات خطيرة.