ميتا تتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترامب: محاولة لإعادة بناء العلاقات
في تطور يعكس تحولاً في العلاقات بين عمالقة التكنولوجيا والسياسة، أعلنت شركة “ميتا” (المالكة لفيسبوك وإنستجرام) عن تبرعها بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. تأتي هذه الخطوة كجزء من مساعي الشركة لتخفيف التوترات السابقة مع إدارة ترامب وبناء علاقة إيجابية مع البيت الأبيض.
خلفية العلاقة بين ميتا وترامب
شهدت العلاقة بين ترامب وميتا مراحل شديدة التوتر، خاصة بعد تعليق حساباته على منصات التواصل التابعة للشركة عقب أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021. علقت ميتا الحسابات خشية أن تؤدي تصريحات ترامب إلى تصعيد العنف، لكن الحسابات أُعيد تفعيلها عام 2023، ما دفع ترامب لانتقاد الشركة علنًا واتهامها بـ”العداء للشعب الأمريكي”.
الدوافع وراء التبرع
يبدو أن التبرع يمثل تغيرًا في نهج ميتا تجاه إدارة ترامب المقبلة. تزامن هذا التبرع مع لقاء جمع مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لميتا، بترامب في مارالاجو في نوفمبر الماضي. وفقًا لمصادر مطلعة، قدم زوكربيرج اعتذارات ضمنية لترامب بشأن سياسات سابقة للشركة، كما عبر عن رغبته في بناء شراكة أفضل مع الإدارة الجديدة.
تداعيات الخطوة
تبرز هذه الخطوة جهود ميتا للحفاظ على مكانتها كواحدة من القوى المؤثرة في المشهد السياسي الأمريكي. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه شركات التكنولوجيا الكبرى إلى تلطيف علاقتها مع المسؤولين الحكوميين لتجنب مزيد من التدقيق أو اللوائح التنظيمية التي قد تؤثر على أعمالها.
دلالات وتداعيات على الجمهور المسلم
في ظل هذا التحول في العلاقة بين الشركات التكنولوجية الكبرى والإدارة الأمريكية، تبرز تساؤلات مهمة حول أثر هذه التغيرات على الجاليات المسلمة في الداخل والخارج. بالنظر إلى النفوذ الكبير لشركات مثل “ميتا” في تشكيل الخطاب العام، يتوجب على المسلمين استيعاب كيفية استغلال هذه المنصات لتعزيز قضاياهم العادلة، سواء في الدفاع عن الحقوق أو التصدي للخطابات المغلوطة.
من جانب آخر، قد تكون هذه التغيرات فرصة للتعاون مع شركات التكنولوجيا لضمان عرض القضايا التي تهم المسلمين بشكل إيجابي وغير منحاز، خاصة في ظل الاتهامات السابقة حول الرقابة أو التصنيف غير العادل للمحتوى المتعلق بالجاليات الإسلامية.