الأمة الثقافية

“مَاتَ الحُوِينِي”.. شعر: محمّد فايد عثمان

الإمام العالم المحدِّث (أبو إسحق الحويني)

مَاتَ الحُوِينِي فَاسْتَفَزَ شُجُونِي

وَأَهَاجَ خَاطِرَ خَافِقي المَحْزُونِ

لَولا رُسُوخُ الدِّين فِي أَعمَاقِنَا

لَشَقَقْتُ ثَوبَ تَصَبُّرِي بِجُنُونِ

وَعَفَرتُ وَجْهِي بالتُّرَاب جَهَالةً

وَبَكَيْتُ مَا وَسِعَ البُكَاءُ عُيُونِي

مَاتَ الحُوِينِي يَا لَسَعْدِ الدُّونِ

وَشَـمَاتَةِ المَـوتُورِ والمَفتُونِ

رَقَصَت عَلَى إِيقَاعِ (دَفنَتِهِ) بِلا

خَجَلٍ بَنَاتُ العُهرِ رَقْصَ مُجُونِ

وَتَطَاوَلَ الأَوغَادُ بَعدَ سِنِيِّهِمْ

فِي وَهدَة الإِذلَالِ والتَّخوِينِ

وَنَسُوا بِأَنَّ أُسُـودَهُ فِي يَقْظَةٍ

حِرزُ الشَّرِيعَةِ ضِدَّ كُلِّ خَؤُونِ

فَهُمُ عَلَى دَربِ الدُّعَاةِ وَإِِنَّهُمْ

يَفدُونَ مَغنَاهَا بِكُلِّ ثَمِينِ

فَليَفرَحُوا حَتَّى يُلاقُوا وَعدَهُمْ

يَومَ التَّنَادِ وَفَضْحِ عِرْضِ مَهُونِ

وَلْيَسكَرُوا فَشَرَابُهُمْ فِي يَومِهِمْ

ذَوبُ الخَبَالِ وَمُوحِلَاتِ الطِّينِ

مَا مَاتَ حَتَّى رَدَّ كُلَّ نَقِيصَةٍ

فِي صَدرِ كُلِّ مُكَايِدٍ مَمْحُونِ

مَا مَاتَ حَتَّى شَدَّ يَرمِي رَمِيَةً

أَودَتْ بِمَن يَسعَى لِهَدْمِ الدَّينِ

مَا كَانَ إِلَّا اللَّيثَ يَحمِي شِرعَةً

وَعَلَى (سَبِيلِ اللهِ) خَيرَ أَمِينِ

سَبَقَتهُ لِلجَنَّاتِ سَاقٌ حُمِّلَتْ

فِي اللهِ مَا حَمَلَت بِغَيرِ أَنِينِ

وَلَوِ اشْتَكَتْ فَهْوَ الفَتَى مَا ضَرَّهُ

وَعَلَى وَفِيْرِ البَذلِ غَيرُ ضَنِينِ

مَاتَ الحُوَينِي وَهْوَ نَاشِبُ شَوكَةٍ

فَي حَلقِ  ( قَرنِيٍّ ) .. وَشَرِّ قَرِينِ

مَاتَ الحُوَينِي لَيسَ يُنكِرُ عَلمَهُ

غَيرُ اللِّئَامِ وَجَاحِدٍ مِسكِينِ

مَاتَ الحُوَينِي المَوتُ غَايَةُ سَعيِنَا

 إِنَّ الحَصَادَ الحَقَّ يَومَ الدِّينِ

__________________

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights