“مَكَروا.. ومَكرُ اللهِ أَكبَر”.. شعر: صالح أحمد كناعنة

صحراءُ بُثي طُهرَكِ المشتاقِ للفَجرِ النَّدي

ضاقَت بما رَحُبَت عليَّ مدينَتي …

فحضنتها كُرهًا على كُرهٍ ..

حَضَنتُ مَحَبَّتي في أضلُعي .

****

مكَروا.. ومكرُ الله أكبرُ 

فالتَحَفتُ شِغافَ قَلبي…

نحوَ فَجرِ الصَّبرِ… في طُهرِ الرِّمال .

فيا رِمالَ الفجر… في مسرى اليَقينِ تَجَمَّعي ..

****

مكَروا.. ومَكرُ الله أكبرُ ….

من جموع اللائذينَ بِحُلكَةِ الدَّهرِ الغَرورِ…

وصَرحِهِ المُتَصَدِّعِ

فتَركتُهم نَحوَ الرُّؤى الخَضراءِ ، تومِضُ باليقينِ الأروَعِ.

صحراءُ ضُمّيني..

تُلَفِّعُني الرِّمالُ الحانِياتُ… تَمدُّني …

شَوقًا.. صَبيبَ الأدمُعِ .

صحراءُ لي في لفحِكِ اللاهِبِ أُنسٌ …

قد قَبَستُ شِهابَهُ .

صحراءُ جِئتُكِ ..

قد تَرَكتُ كآبتي خَلفي …

لدَهر الحالِكاتِ المُفزِعِ .

****

مكروا.. ومكرُ الله أكبَرُ

قد تَرَكتُ ظِلالَهم…

وسكَنتُ فيضَكِ …فاستَكانَ تَوَجُّعي .

وأتيتُ أحمِلُ من يقينِ النَّفس نورًا ، فوقَ نورِكِ ..

 فاسطَعي

لا.. لن يضلَّ القاطِنونَ الشَّمسَ…

قد قَبَسوا شعاعًا من نَصاعَتِها …

وساروا بالهدى نحوَ اليَقينِ الأرفَعِ .

****

مكروا ومَكرُ الله أكبَرُ

فاخشَعي صحراءُ ..

والتَقِفي خُشوعي..

قد قَبَستُ اليومَ من نورِ الهدى قَبَسي..

وجِئتُكِ.. فاستفاقَ تَوَرُّعي .

خَلفي مَدائِنُهم ..

وأسكُنُ صَدرَكِ المَحمومَ..

يَحضُنُهُ حَميمُ تَطَلُّعي .

والنورُ يسكُنُ أضلُعي .

صحراءُ… تاقَ الطُّهرُ للصَّدرِ الحميمِ…

فبارِكي إطلالةَ الفَجرِ المنيرِ على ثَراكِ..

وهَلِّلي ..

زَحفًا الى الأفق البعيدِ ..

لِيَنتَشي صَمتُ الحياةِ مُجَلجِلا

****

مكروا ومكرُ الله أكبَرُ

فاخرُجي يا زَفرَةَ الأحرارِ  من قَلبِ الحَنينِ…

تَجَمَّعي …

في البيدِ… في الواحاتِ.. في السّاحاتِ…

في الآفاقِ… في الأنفاقِ.. في قلبِ الحياةِ..

تجَمّعي …

في النورِ.. في قلبِ الحقيقةِ.. في الرُّؤى..

في الحَقِّ جَلجَلَ في يَقينِ الخُشَّعِ .

****

مَكروا ومَكرُ الله أكبَرُ..

لن يطولَ تَفَجُّعي .

هي هَجرَةُ أخرى …

وزَحفٌ نَحوَ فَجرٍ قادِمٍ..

هي عودَةٌ أخرى لرَحمِ النّورِ…

نولَدُ من جديدٍ..

.. في انطلاقِ العنفُوانِ الى المدى ..

ينبوعَ خيرِ كابَدَ الظُّلُماتِ ..

شقَّ الأرضَ نحوَ النّورِ ..

يسعى بالحيا…

اللهُ أكبرُ …

لن يَطولَ الليلُ .. مازالَت رِياحُ تَجَمُّعي …

تَسعى…

يُسانِدُها يقينُ التائِقينَ الى الرُّجوع .

يا ريحُ ضُميني…

ففي قلبي تَظلُّ مدينتي تحيا .

فقلبي بيتُها ..

وطُفولَتي بَقِيَت هناكَ بِصدرِها .

وسَكينَتي هَجَعَت تُهَدهِدُ روحَها .  

وتَمُدُّني في غُربَتي صَبرًا على صَبرٍ يُمَزِّقُ أضلُعي ..

فلتُطلِعي يا ريحُ روحَ سَكينَتي..

ولتَجمَعي.. من صحوَةِ التاريخِ آفاقَ الوَعي .

ولتَزرَعي فَجري بكل رمالِ صَحرائي…

لِتَزحَفَ…

كيفَ لا تَزحَفُ  ؟

قد غَدَت عَزمي …

صلابةَ أذرعي ..

وغدًا ستُزهِرُ في الحنايا أدمُعي .

وتصيرُ روحَ تَجَمُّعي .

ربي معي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights