الأمة الثقافية

“مَنْ صَاحَبَ الْعَجْزَ لَمْ يَظْفَرْ بِمَا طَلَبَا”.. شعر: محمود سامي البارودي

مَنْ صَاحَبَ الْعَجْزَ لَمْ يَظْفَرْ بِمَا طَلَبَا

فارْكَبْ مِنَ الْعَزْمِ طِرْفاً يَسْبِقُ الشُّهُبَا

لا يُدْرِكُ الْمَجْدَ إِلاَّ مَنْ إِذَا هَتَفَتْ

بِهِ الْحَمِيَّةُ هَزَّ الرُّمْحَ وَانْتَصَبَا

يَسْتَهِلُ الصَّعْبَ إِنْ هاجَتْ حَفِيظَتُهُ

ولا يُشَاوِرُ غَيْرَ السَّيْفِ إِنْ غَضِبَا

يَنْهَلُّ صارِمُهُ حَتْفاً وَمنْطقُهُ

سِحْراً حَلالاً إِذَا ما صَالَ أَوْ خَطَبَا

إِنْ حَلَّ أَرْضاً حَمَى بِالسَّيْفِ جَانِبَهَا

وإِنْ وَعَى نَبْأَةً مِنْ صارِخٍ رَكِبَا

فَذَاكَ إِنْ يَحْيَ تَحْيَ الأَرْضُ في رَغَدٍ

وَإِنْ يَمُتْ يَنْقَلِبْ صِدْقُ الْمُنَى كَذِبَا

فَاحْمِلْ بِنَفْسِكَ تَبْلُغْ ما أَرَدْتَ بِهَا

فَاللَّيْثُ لا يَرْهَبُ الأَخْطَارَ إِنْ وَثَبَا

وَجُدْ بِمَا مَلَكَتْ كَفَّاكَ مِنْ نَشَبٍ

فَالْجُودُ كَالْبَأْسِ يَحْمِي الْعِرْضَ وَالنَّسَبَا

لا يَقْعُدُ الْبَطَلُ الصِّنْدِيدُ عَنْ كَرَمٍ

مَنْ جَادَ بِالنَّفْسِ لَمْ يَبْخَلْ بِمَا كَسَبَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *