في زمن تتسارع فيه وتيرة الذكاء الاصطناعي، أصبح تطبيق ChatGPT أحد أبرز الأسماء التي تتردد على ألسنة مستخدمي الإنترنت حول العالم، وخاصة في العالم العربي. لكن من يقف وراء هذا التطبيق الذكي؟ وكيف تُدار بيانات مستخدميه؟ وهل يُعدّ استخدامه آمنًا؟
صحافة ChatGPT
بعد قرنٍ وعدة عقود من عُمر الزمان، ومن ورق الدّشت والكاسيت والكاميرا الكبيرة، وتحميض الصور الأبيض والأسود، وقبلهم الفكرة التي كانت تعصر الصحفي، قبل أن يصطادها، جاء الذكاء الاصطناعي مع إطلالة هذا العقد على استحياء، ثم أصبح مسيطرا على عالم الصحافة، وضاعت الفوارق، وظُلِمَت الموهبة، فقد تساوى كل العاملين في تلك المهنة، وأصبحوا أسرى لهذا الذكاء المُعلّب الجاهز، يتقدّم الصفوف شات ChatGPT الذي أضحى للصحفيين الآن النبراس والمُلهِم والمعين الذي يقدّم مجانا كل ما تحتاجه، فأصبح الجميع على نفس الخط والمسافة: الفارس والجبان، والعالم والأمي.. والمبدع والمدّعي
من يطور ويدير ChatGPT؟
تطبيق ChatGPT هو من إنتاج وتطوير شركة OpenAI، وهي شركة أمريكية متخصصة في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي، تأسست عام 2015 في مدينة سان فرانسيسكو، ويشغل منصب المدير التنفيذي فيها رجل الأعمال والمبرمج المعروف سام ألتمان.
ويعتمد التطبيق على نماذج لغوية متطورة للغاية، مثل GPT-4 وGPT-4o، والتي تم تدريبها على مليارات من النصوص والبيانات لتتمكن من إجراء محادثات طبيعية، والرد على الأسئلة، وتلخيص النصوص، وكتابة المحتوى، بل وحتى تقديم اقتراحات أدبية وفكرية.
هل هناك تدخل بشري في المحادثات؟
رغم أن المستخدم يشعر وكأنه يتحاور مع شخص حقيقي، فإن الردود تتم بالكامل عن طريق نموذج ذكاء اصطناعي. ولا يوجد موظف يقرأ المحادثات بشكل مباشر. ومع ذلك، فإن شركة OpenAI قد تُراجع عينة صغيرة من المحادثات بشكل غير شخصي لتحسين أداء النموذج، مع إزالة أي معلومات تعريفية للمستخدمين.
كيف تُدار خصوصية المستخدمين؟
تولي شركة OpenAI أهمية قصوى لخصوصية المستخدمين، وتوفر أدوات واضحة ومباشرة للتحكم الكامل في البيانات، من بينها:
إمكانية تعطيل حفظ المحادثات، وذلك من خلال إعدادات الخصوصية.
عدم استخدام المحادثات للتدريب إذا اختار المستخدم إيقاف ميزة “تحسين النموذج”.
حذف المحادثات السابقة من سجل التطبيق، أو حتى حذف الحساب بالكامل إذا رغب المستخدم في ذلك.
وتؤكد OpenAI أن أي بيانات تُستخدم لأغراض التدريب يتم تحليلها آليًا، دون محاولة تعقب أو تحديد هوية أصحابها.
كيف يمكن التحكم في البيانات؟
من خلال قسم “الإعدادات – Data Controls” في التطبيق أو الموقع الرسمي، يمكن لأي مستخدم:
إيقاف خيار “Chat History & Training”.
حذف سجل المحادثات السابقة.
طلب حذف الحساب بشكل نهائي.
وتظهر هذه الخيارات في واجهة سهلة الاستخدام، تتيح للمستخدم أن يكون صاحب القرار بشأن كيفية استخدام بياناته.
بين التقنية والثقة
رغم ما يحققه ChatGPT من إنجازات في دعم المحتوى، والتعليم، والإبداع، فإن الشركة المطورة تؤكد مرارًا على مبدأ الشفافية، وسعيها المستمر لموازنة التطور التقني مع احترام الخصوصية والحقوق الرقمية.
وباتت هذه المبادئ أحد أبرز أسباب انتشار التطبيق في المدارس والجامعات والمؤسسات الإعلامية في أكثر من 180 دولة، بما فيها الدول العربية.
شات ChatGPT ليس مجرد تطبيق للمحادثة، بل هو واجهة لعصر جديد من التفاعل مع الذكاء الاصطناعي. ومع توسع استخدامه عربيًا، يظل الوعي بالخصوصية واستخدام الإعدادات المناسبة هو الضمان الأول لتجربة آمنة ومفيدة.
سلبيات ومخاطر ChatGPT
1- المعلومات غير الدقيقة أو المضللة
ChatGPT قد يقدم معلومات خاطئة أو غير محدثة، مع ثقة تبدو عالية.
المستخدم العادي قد يصدق ما يُقال دون التحقق..ويؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات خاطئة، خصوصًا في الأمور الطبية، القانونية، أو التقنية الدقيقة.
2- الاعتماد المفرط
بعض الناس قد يبدأون بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كل شيء، بما في ذلك التفكير النقدي أو حل المشاكل.، وهذا يقلل من تطوير المهارات الفردية، ويؤدي إلى ضعف في القدرة على التفكير المستقل، والاعتماد على “آلة تفكر بدلاً مني”.
3. انتهاك الخصوصية
لو أدخلت معلومات شخصية (مثل أرقام، بيانات حساسة…)، قد تُستخدم في تحسين النموذج أو تخزينها مؤقتًا.
بعض النسخ من الذكاء الاصطناعي قد تُشارك بيانات مع أطراف ثالثة (حسب المنصة المستخدمة). وبذلك تتسرب المعلومات أو استخدامها بطرق لا يوافق عليها المستخدم.
4- استخدامه في التضليل أو الاحتيال
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لصنع محتوى مزيف (مثل رسائل بريد احتيالية، أخبار كاذبة، أو تقليد أسلوب شخص آخر).
ويُستخدم أحيانًا لكتابة أكواد خبيثة أو تجاوزات تقنية، ويؤدي ذلك لزيادة الاحتيال الرقمي والتضليل الإعلامي.
5. تأثيره على سوق العمل
قد يؤدي إلى تقليص وظائف معينة (مثل خدمات العملاء، الترجمة، الكتابة الأساسية…). وفقدان وظائف أو تغيّر سريع في المهارات المطلوبة دون استعداد كافٍ من السوق.
6- التحيّز والانحراف والعنصرية
النماذج اللغوية تتعلم من بيانات بشرية، وقد تكتسب تحيّزات ثقافية أو عنصرية أو دينية.. فكل العاملين في تلك المنصات غير مسلمين، ومعظمهم يهود وصهاينة
7- . إساءة الاستخدام في التعليم
الطلاب قد يستخدمون ChatGPT لحل الواجبات والغش في الامتحانات، و يؤثر ذلك على جودة التعليم ويمنع الطالب من التعلم الحقيقي.
هل هذا يعني أن ChatGPT خطر بحد ذاته؟
ليس بالضرورة. الأداة نفسها محايدة؛ ولكن طريقة استخدامها هي التي تحدد إن كانت مفيدة أم ضارة. مثل السكين: مفيد في المطبخ، وخطر في يد غير مسؤولة.
اطرح سؤالك على ChatGPT