“م. عثمان أحمد عثمان”.. التَّـقِـيَّـة والتشييد والسياسة
(عثمان أحمد عثمان)
– الميلاد: 6 أبريل 1917م، الإسماعيلية.
– الوفاة: 1 مايو 1999م، القاهرة
(باحثو ومؤرّخو سيناء يؤكدون أنه مواليد العريش، وانتقل مع أسرته للإسماعيلية)
– مات والده وعمره ثلاث سنوات، فلم يعرف الطفولة، وبدأ العمل ورحلة الشقاء وهو لا يزال صغيرا، واستطاع أن ينفق على نفسه، وعلى عائلته، حتى حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، في سنة 1940م،
– جذور عائلته تعود للعريش بسيناء، فهو من قبائل (أولاد سليمان)، عائلة الزملوط (عائلة محافظ الوادي الجديد الحالي، اللواء: محمد الزملوط) والمحافظتان: شمال سيناء والإسماعيلية تتصارعان على نسبة الرجل لهما، وكل محافظة منهما تعتبره من أكبر رموزها..
– أسس شركة المقاولون العرب (أكبر شركة مقاولات عربية وأفريقية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات)
– “عثمان أحمد عثمان” واحد من رواد التشييد والبناء في مصر، ومؤسس قلعة (المقاولون العرب) ومهندس وباني قواعد الصواريخ المصرية، ودُشم الطائرات تحت لهيب القنابل.
– صاحب إنجاز بناء السد العالي، وقائد معركة تعمير مُدُن قناة السويس، فهو خليفة طلعت حرب في النصف الثاني من القرن العشرين.. ويعتبر أبرز من أنجبت مصر في مجال الاقتصاد، ولذا هو على رأس الصفوة
– المهندس الراحل عثمان أحمد عثمان هو أبرز، وأمهر من استخدم مبدأ (التَّـقِـيَّـة) ببراعة واقتدار، في تاريخ مصر كله.. (التقـيّة هي أن تُظهِر عكس ما تُبطِن)
فقد كان تلميذا لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين “حسن البنا”، ذلك الشاب المغترب ابن محافظة البحيرة الذي تم تعيينه (مدرس لغة عربية وتربية دينية بمدينة الإسماعيلية)، وكان الطالب النابه عثمان مقربا منه جدا، ولا يفارقه، ولكنه لم يكن عضوا رسميا بجماعة الإخوان.. بل كان “السيجار” لا يفارق يده!!
(كانت دروس الشيخ حسن البنا المسائية تقام في “مندرة” خال عثمان أحمد عثمان بالإسماعيلية)
– واستمرارا لمبدأ (التقيّة)، كان المهندس ميشيل باخوم، هو المهندس الأول لشركة (المقاولون العرب) والذراع الأيمن للمهندس عثمان أحمد عثمان، والمسيحي الثاني “رياض يوسف أسعد” هو الإداري الأول لشركة (المقاولون العرب)، أما أغلبية مهندسي وعمال الشركة فكانوا من أبناء جماعة الإخوان.
– يعترف عثمان أحمد عثمان في كتابه “صفحات من تجربتي” :
(كنتُ عضوا في الجماعة بروحي فقط، فعلى الرغم من إيماني الكبير بالعديد من المباديء التأسيسية للجماعة، إلا أن تفانيّ في عملي وشركتي قد سلب مني الوقت لأي عمل ونشاط آخر).
– ولمن يشكّك في انتمائه قلبيا للجماعة، وحبه لمؤسسها، هيا نبحر في مذكراته:
يقول عثمان أحمد عثمان في كتابه: (صفحات من تجربتي) الصادر عن المكتب المصري الحديث: (كان البنا فلتة من فلتات الزمن، أعطاه الله – سبحانه وتعالى – من حُسن الصفات، والتفقّه في أمور الدين، والتمكّن من دراسته وفهمه، واستيعابه وقدرته على أن يعلّمه لكل من كان يستمع إليه ويستمتع روحيًا به.
كان يتمتع بقدرة فائقة على مخاطبة كل العقول، مهما اختلفت ثقافتها، كان مشوّقًا، لا تمله في مجلسه، ولا في حديثه، كان – رحمه الله – مدرّسًا كبيرًا، وعالمًا جليلًا وحجةً في الدين.
وكان أن أبحر في علم ربه، فكان له ما ليس لغيره من أبناء جيله، فكان له أن يستحق رضا الله فأرضى عنه كل الناس)
عثمان أحمد عثمان
– يقول المعارضون له إنه كان مسؤولا عن استيراد الخمور للصفوة، وكان يلعب على كل الحِبال، ويأكل على كل الموائد، وأطلقوا عليه الرجل الزئبقي، وأن عثمان كان الرجل الأقوى في مصر بعد السادات، ونتيجة علاقته الوثيقة بالرئيس زادت ثرواته وسيطرت شركته على مصر كلها
(صداقة عثمان القوية بالسادات قديمة جدا، فقد كان جاره الأول بالجيزة، وعلاقة الأسرتين حميمية، ولذا كان زواج محمود عثمان أحمد عثمان من ابنة السادات (جيهان الصغرى) الشهيرة ب نانا)
قال المدافعون عنه: إن ثرواته وتعملق شركة المقاولون العرب كان في العهد الناصري، ولم تستغل شركته وجود صاحبها في الصدارة أثناء حُكم السادات، بل العكس، فقد قدّمت تلك الشركة لمصر الكثير، مجانا.. وقالوا إن المهندس عثمان كان متديّنًا، رقيقًا، محافظًا على الصلاة، معطاءً، سخيًّا، يعُول آلاف الأُسَر الفقيرة بمرتبات شهرية، ويبحث عن أبناء وأقارب المعتقلين والمسجونين والمضطهدين، ويقوم بتعيينهم في شركة (المقاولون العرب)
– والمُدهش أن هذا الرائد العمالي الذي (قرطس) كل الأنظمة والمؤسسات، مات في يوم عيد العمال: 1 مايو.
………..
يسري الخطيب