“نائحُ الطلحِ”.. شعر: سمير محمّد عشماوي
معارضة لقصيدة أحمد شوقي "يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا"
يا ساهر النجمِ هل تُخفِي مآسينا
أم أنّ ليْلكَ مثل البين يبكينا
كيف السبيل إلى مَن خان موعدنا
وكيف ننسى لهيب الحُبِ يكوينا
إن كان قد جار دهرٌ في تصرّفهِ
فلن يدومَ على الدنيا تجافينا
مالي وطيفك يَسْرِي في خواطرِنا
كما سرَت نسمةُ الأزهارِ تدفينا
يا نائح الطلحِ هل تروي روايتنا
أم تنقل الوجد تبعدنا وتدنينا
والنجمُ يشهدُ أنّا في محبتِنا
نبثُّ أشواقنا سيلًا مآقينا
جرحُ الفراقِ الذي في القلبِ يؤلمنا
قد كان للعشقِ يوما فيه يُحيينا
لا تبتئِسْ إن دنا الموصول من حُلمٍ
فالدهرُ يأتي بما قد كان يرضينا
بتنا نلملمُ آلامًا بداخلِنا
ونكتمُ الآه في الأحشاءِ تكوينا
كم ضاق صدري وأيامي بما حَمِلت
يا نائحَ الطلحِ قُل لي هل تواسينا
أم أن صوتك في الأسحارِ يبكينا
نغالبُ الدمعَ كي نبقَى على أملٍ
لكنه رام كتمان الهوى فينا
كم ذا نطارد خيط النور في عتمٍ
لكن درب الهوى قد بات يقصينا
كم ترقص الأحلام في ليلٍ بخاطرنا
وكم أنارت بطيفٍ في ليالينا
قد كان ذكراك نورٌ في دياجرنا
يزهو برغم اللظى للشوقِ يهدينا
ما زلتَ بالقلبِ والأشواقُ تحرقه
لكن بسماك رغم البُعدِ تحيينا
هل يُرجِع الدهرُ يوما كان يجمعنا
أم أنه صار مثل الريحِ يلقينا
يا صاحبَ العهدِ ما زلنا على أملٍ
أن يستجيب الهوى بالدربِ يهدينا