(ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني).
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ، وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ، وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
أربع آيات من أواخر سورة هود التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (شيبتني هود وأخواتها).
أربع آيات هي المثال التام على وسطية الإسلام في الرخاء وفى الشدة، تأملوها جيدا أحبابي وأعيدوا تأملها مراراً.
قد حوت الآيات الأربع ثلاثة أوامر في الرخاء وثلاثة نواهي في الشدة.
أما الثلاثة أوامر فهي..
(استقم.. ولا تطغوا.. وأقم) هذه في الرخاء والغلبة.
وأما الثلاثة نواهي فهي..
(ولا تركنوا.. فتمسكم.. واصبر) هذه في البلاء والشدة.
ثم التعقيب خلف كل أمر ونهى بمراد الله وقدرته بالتحذير والتبشير
في الرخاء (إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.. إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)
في الشدة (وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ.. فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) .
الله تعالى أجل وأعلم.