«ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات، فربما أصبتُ وربما أخفقتُ»
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (173- آل عمران)
قال بعضُ العلماء: عبَّرَ بلفظ الناس مع أن القائل لهم البعض، ليدل على شدة الموقف والحصار الذي كان فيه المسلمون من كل جانب.
يعني كأن الناس كلهم يخوّفونهم ويرجفون بأن الناس قد جمعوا لكم، وقال: الناس، ولم يقل: كفار مكة، ليبيّن شدة الموقف، وكأن جميع أهل الأرض قد جمعوا لهم.
تدبّروا معي أحبابي: (قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ…)
جعل المحذِّر والمحذّر منه لفظا واحدا (الناس) وكأنهم يتشابهون، لا فرق بينهم، لأن المحذِّر لم ينضم للحق، ووقف يشاهد وينتظر مَن المنتصر، حتى ولو كان قلبيا مع الحق
تذكرون ماذا قيل للحسين: (قلوبهم معك، وسيوفهم عليك)
ثم لماذا الناس ولم يخصص.. سبحانه وتعالى.
أتدرون لماذا؟
لأن هذا المشهد يتكرر في كل زمن..
1- مدافعون عن الحق..
2- محاربون له..
3- مشاهدون ينتظرون المنتصر.
ولذا كان أوجب أن يقول: «الناس»
ما أعظمك ربي وما أبدع كتابك الكريم.