ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (18)
ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات.
– (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا) البقرة 282
– وقفتُ كثيرا بين قوله تعالى (تضِلّ) وقوله (فَتُذَكِّر)
فالتذكير يأتي لمن ينسى، وهو إما لا يشهد، أو شهادته ناقصه.
– لكن الضلال هو تغيير الحقيقة والمنهج والسبيل، فهو عكس الهدي، ويصلح معه التحذير والترهيب وليس التذكير.
– وعندما طالعتُ بعض التفاسير وجدتُ أن بعضهم أرجعَ التذكير للذكورة، أي أن الثانية تستكمل مع الأولى الذكر الثاني .. آه والله! وهل علاقة القول هنا لموقف وصفه سبقت بنفس المعني (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَان) أضاف جديدا؟
– المهم لم أجد إجابة تقنعني، لكن خاطري ونفسي استراحت لما هو آت:
الضلال إما مقصود أو غير مقصود، فربما ظلام الليل ضلّني الطريق إلى البيت، وربما الخوف من أمرٍ ما، أو الوعد بمكسب دنيوي؛ يضلني عن الحقيقة، أو على الأقل التحوير، والتدوير، والتأويل، وهو من شيمة النساء.
ووجدتُ أن تذكّر هنا مع تضلّ غاية الإبداع والأصوب على الإطلاق.. لماذا؟
لأنه ليس للعودة إلى الشهادة الحق فقط، بل وتذكيرها بأن المُذَكِّرة كانت حاضره وقت الوصية، وشاهدة عليها، والأهم التذكير بالله وعقابه فلا تضلّ في شهادتها.
والله تعالى أجلّ وأعلم.