ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (21)
(ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات).. ناصر صلاح
{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}. (50) البقرة
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}. (55) البقرة
في الآيتين مفارقتين كبيرتين للمتأمل:
الأولى:
بين فرقنا بكم البحر، وأخذتكم الصاعقة.. فالبحر في الأرض، والصاعقة من السماء.. وكأنه تعالى يقول لهم لقد أنجيناكم من أهل الأرض بإعجاز، فلما ظللتم على غيّكم أخذناكم بأهل السماء.
والثانية:
وقفتُ كثيرا بين: تنظرون الأولى، وتنظرون الثانية.
الأولى حياة ونجاة من بعد موتَين (الهلع والبحر) وشفاء لما في صدورهم.
والثانية عقاب وموت من بعد خطأين: اتخاذهم العِجل والتشكيك في إله موسى رغم رؤيتهم لقدرته، وتصحيح لمسار تفكيرهم وإظهار قدرته عليهم كما أظهرها في ظالميهم.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.