ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (23)
(ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات)
(وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ) (46: عمران)
يقول أهل الإسلام إن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا السلام، سينزل آخر الزمان ينتصر لعقيدة التوحيد، ويكون خلف إمام المسلمين،
ويقول أهل الإنجيل إنه سينزل ينتصر لعقيدة التثليث ويكون خلف الصليب..
وأرى بعد تأمل بعيدا عن أدلة كل طرف أن الفيصل في هذا الأمر هو تلك الآية الكريمة.. كيف؟؟
(وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا….)
المتكلم واحد في مهده وكهولته،
المتكلم إليه واحد هو «الناس»
ماذا قال في المهد؟
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ)
إذن لن يتغير قوله في كهولته
سيقول أيضا إني عبد الله،
فالرسل لا يتغير منهجها، ونهجها، ولذا كان ختام الآية الشاهد على ثبات المبدأ والمنهج حيث قال تعالى: (وَمِنَ الصَّالِحِينَ)
فمن علامات الصلاح عدم الكذب وعدم التراجع عن الموقف والشهادة.
بالإضافة أنه لم يقل هذا عن نفسه وإنما على لسان الملائكة
تعالوا للآية السابقة عليها: (إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).