مقالات

ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (24)

ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات.

{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ. فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ}

تأمّلتُ كثيرا (بربك الكريم) ثم ما بعدها من دلائل قدرة الله (خلقك – سوّاك – عدلك – ركَّبَك)

تأمّلتُ كل فعل منهم..

وتأمّلتُ حُسن الترتيب، ودقّته، ونظام التتابع.

وتساءلتُ: ما علاقة الكريم بدلائل القدرة؟

لماذا لم يقل سبحانه، مثلًا (ما غرّك بربك القدير)، وهي الأنسب مع دلائل القدرة بالتفكير القياسي البسيط.

لكن الإعجاز في المعنى المراد إعجاز ربّاني، وكأن الله تعالى يقول لعبده: أنا سخّرت قدرتي لإكرامك، لا لإهانتك وإذلالك.. فما غرّك بكرم قدرتي، وقُدرة كَرَمي.

ثُمّ تأَمّل (رَكَّبَكَ)، وكأنّه كان قطعا متناثرة، تمّ إعدادها وتعديلها وتركيبها لتكون في الشكل الذي أراده الله لها.

والله تعالى أعلم وأحكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights