أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، أنه والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤمنان بما سماه “مبدأ السلام بالقوة”، وسيلتقيان مجددا الليلة.
نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تحدث بذلك أمام الكونجرس الأمريكي، ضمن فعاليات زيارته الراهنة للعاصمة واشنطن، حسب وسائل إعلام عبرية.
وقال نتنياهو: “نعمل على صفقة (بشأن قطاع غزة)، وآمل أن نصل إليها قريبا”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة بموازاة مفاوضات غير مباشرة بقطر بين تل أبيب وحماس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وأضاف نتنياهو: “يجب أن ننهي العمل في غزة.. (هدفنا هو) إطلاق سراح مختطفينا وتدمير قدرات حماس”.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
نتنياهو أردف مدعيا أن “إسرائيل وافقت على عرض الوسطاء (لصفقة مقترحة)”.
ووصف العرض بأنه “جيد ويتوافق مع عرض (المبعوث الأمريكي ستيف) ويتكوف الأصلي، وكلما قلّلت الحديث عن ذلك علنا كان أفضل”.
وتابع: “مستعدون لإنهاء الحرب بشرط ألا تشكل حماس” ما اعتبره “تهديدا لإسرائيل”، حسب القناة “14” العبرية.
ومرارا أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، ويرغب في صفقات جزئية تضمن استمرار الحرب كي لا تنهار حكومته، ويستمر في السلطة، وفق المعارضة الإسرائيلية.
وقال نتنياهو: “سألتقي الرئيس ترامب مجددا الليلة”، وفق “يديعوت أحرونوت”.
وفي وقت متأخر الاثنين، استقبل ترامب نتنياهو على مأدبة عشاء خاصة بالبيت الأبيض.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان الثلاثاء: “الليلة الساعة السادسة مساء (بتوقيت الولايات المتحدة)، سيُعقد لقاء شخصي في البيت الأبيض” بين نتنياهو وترامب.
ويعقد هذا الاجتماع، حسب القناة “12” العبرية الخاصة، “في ضوء التقدم المحرز في المفاوضات الرامية إلى إبرام صفقة” لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وصدرت بحق نتنياهو، في 21 نوفمبر 2024، مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية؛ بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ويزور نتنياهو واشنطن من الأحد إلى الخميس، وتعد زيارته الراهنة هي الثالثة خلال ستة أشهر.
وتكتسب الزيارة أهمية لأنها تأتي بعد إعلان ترامب عن “اتفاق وشيك” بشأن غزة.
كما تأتي بعد حرب شنتها إسرائيل على إيران لمدة 12 يوما بين 13 و24 يونيو الماضي، قصفت خلالها الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.