في تطور لافت يعكس تصعيداً على المستوى النفسي والإعلامي، وجَّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً مباشراً إلى الشعب الإيراني، دعا فيه المواطنين إلى الثورة على نظام الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن الحرب الحالية “ليست ضد الشعب، بل ضد النظام الدموي الذي يضطهده”. بحسب قناة i24news الإسرائيلية.
وقال نتنياهو في رسالته المتلفزة: “عمليتنا اليوم كانت من أنجح وأقوى العمليات في تاريخنا، وقد استهدفت البنية العسكرية لقادة النظام الإيراني”، مضيفاً: “نفتح لكم الطريق نحو الحرية، وشجاعتكم ستقود إلى النور”. بحسب مقطع بثته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن “الشعب الإسرائيلي لا يكن العداء للشعب الإيراني، بل يعتبره صديقاً قديماً منذ العصور التاريخية”، مؤكداً أن “الوقت قد حان لاستعادة تلك الصداقة”، في إشارة إلى العلاقات التاريخية بين الفرس واليهود قبل الثورة الإسلامية عام 1979. بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.
وتأتي هذه الرسالة بعد ساعات فقط من تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية قالت تل أبيب إنها “ألحقت أضراراً جسيمة بمراكز قيادة إيرانية”، في حين اعتبر نتنياهو أن “النظام الإيراني اليوم أضعف من أي وقت مضى”، داعياً الإيرانيين إلى “انتهاز الفرصة” للتغيير. وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
من جانبها، وصفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الخطاب بأنه “جزء من حملة نفسية قذرة”، معتبرة أن نتنياهو يحاول “شق الصف الداخلي الإيراني بعد فشله عسكرياً في تحقيق ردع حقيقي”، مؤكدة أن الشعب الإيراني “يعرف عدوه جيداً”. بحسب وكالة مهر الإيرانية.
وفي سياق متصل، اعتبر خبراء في شؤون الأمن القومي أن هذا الخطاب يمثل تصعيداً غير تقليدي في أدوات الحرب، حيث باتت الحرب النفسية والدعائية تأخذ موقعاً موازياً للمواجهة العسكرية بين طهران وتل أبيب. بحسب تحليل نشرته قناة الجزيرة مباشر.
وقد تباينت ردود الفعل داخل إيران على خطاب نتنياهو؛ إذ شهدت بعض المدن تظاهرات مؤيدة للنظام رفعت شعارات ضد “العدوان الصهيوني”، فيما تحدثت وسائل إعلام إيرانية غير رسمية عن “حالة من الغضب الشعبي جراء التصعيد الأمني المستمر”، وسط تصاعد الجدل حول فاعلية الدفاعات الجوية بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة. بحسب وكالة تسنيم الإيرانية وصحيفة شرق الإصلاحية.
دولياً، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى “ضبط النفس والامتناع عن الخطابات التحريضية”، بينما أعربت الخارجية الأميركية عن “قلقها من تصاعد الحرب الإعلامية والنفسية.
إلى جانب الأعمال العسكرية”، مؤكدة أن “إشعال الداخل الإيراني عبر الرسائل السياسية قد يؤدي إلى عواقب غير محسوبة”. بحسب بيان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية.
وفي تل أبيب، وصف مراقبون محليون خطاب نتنياهو بأنه “محاولة لاستغلال ضعف النظام الإيراني لضرب شرعيته داخلياً”، فيما حذر آخرون من أن “الرهان على الشارع الإيراني قد يكون محفوفاً بالمخاطر إذا لم يترافق مع استراتيجية مدروسة”. بحسب تحليل نشرته صحيفة هآرتس العبرية