تفاؤل يشوبه شيئ من الحذر حول الصفقة التي تلوح في الأفق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بحسب ما صرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بالرغم من أن نتنياهو نفسه غير من قناعاته بهدف الحرب الذي تحدث عنه في اليوم الأول بعد 7 أكتوبر 2023 المتمثل في القضاء على حماس إلى إمكانية وقف الحرب نهائيا في ظل وجود الحركة بشروط جديدة، والشعور بأن حرب الـ 12 يوما مع إيران قد خلقت ظروفا أكثر ملاءمة لإنهاء حرب غزة.
ورغم أن نتتياهو الآن لديه المزيد من النفوذ للموافقة على اتفاق سلام، متغلباً على الاعتراضات القوية لشركائه في تحالف اليمين المتطرف، الذين يريدون أن تظل إسرائيل مسيطرة على غزة.
لكن سفر السفير الأمريكي في إسرائيل إلى واشنطن على متن طائرة نتنياهو، ربما يوحي بأن هناك ما يدبره نتيناهو، ويقنع به السفير الأمريكي في تل أبيب، حتى يصطحبه معه على طائرته في طريقه لترامب من أجل إقناع الأخير بشئ ما.
هذا يعني أن مباحثات نتنياهو ترامب ستبدأ من الطائرة.. وأن الرئيس الأمريكي قرر أن يضغط قبل أن يخطو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى داخل البيت البيضاوي.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، الأحد، إن الرئيس دونالد ترامب “بإمكانه أن يساعد في تقريبنا” من اتفاق وقف إطلاق النار.
وردًا على سؤال بشأن احتمال التوصل إلى وقف وشيك لإطلاق النار، مع استعداد فرق التفاوض لبدء محادثات غير مباشرة في قطر، قال نتنياهو: “نعمل على التوصل إلى الاتفاق الذي تمت مناقشته، وفقًا للشروط التي اتفقنا عليها. لقد أرسلتُ فريق تفاوض بتعليمات واضحة، وأعتقد أن الحوار مع الرئيس ترامب يمكن أن يساعد بالتأكيد من النتيجة التي نأملها جميعًا”.
في الوقت نفسه، يحرص ترامب على الانتقال إلى أولويات أخرى في الشرق الأوسط حسب تقرير BBC، وتشمل تلك الأولويات التوسط في محادثات الحدود بين إسرائيل وسوريا، والعودة إلى جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، واستكمال الأعمال غير المكتملة مع إيران، بما في ذلك المفاوضات المحتملة بشأن اتفاق نووي جديد.
ويتردد أن الصفقة المقدمة لحماس والتي أجرت على صياغتها 3 تعديلات تتضمن ضمانات بالتزام واشنطن بالاتفاق ومواصلة المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وتنص الصفقة على أنه وبعد عودة أول ثمانية رهائن أحياء في اليوم الأول من الاتفاق، ستنسحب القوات الإسرائيلية من أجزاء من الشمال. وبعد أسبوع، يغادر الجيش أجزاء من الجنوب.
وفي اليوم العاشر، ستُعلن حماس عن الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة وحالتهم، بينما ستُقدم إسرائيل تفاصيل عن أكثر من 2000 غزّي اعتُقلوا خلال الحرب وما زالوا رهن “الاعتقال الإداري” – وهي ممارسة تسمح للسلطات الإسرائيلية باحتجازهم دون تهمة أو محاكمة.
يسبق هذه الخطوة وبالتزامن مع إطلاق الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين، إطلاق سراح أعداد كبيرة من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ولا زالت هناك خلافات يجري تسويتها حالياً في الدوحة مثل آلية توزيع المساعدات، والجدول الزمني لإنسحاب القوات الإسرائيلية.
أما بالنسبة لليوم التالي لانتهاء الحرب، فنتنياهو يصر على نزع سلاح حماس، وهو المطلب الذي ترفض الحركة مناقشته حتى الآن.
في إسرائيل، هناك معارضة متزايدة للحرب في غزة، حيث قتل أكثر من 20 جندياً في الشهر الماضي، وفقاً للجيش.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن ثلثي الإسرائيليين يؤيدون اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة الرهائن.
في غزة، يُعرب بعض السكان عن مخاوفهم من أن موجة الإيجابية الحالية مُصطنعة لتخفيف التوترات خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، مُبررين ذلك بأن ذلك حدث في مايو، بينما كان ترامب يستعد لزيارة دول الخليج العربي.
وكان قد غادر فريق تفاوض إسرائيلي إلى الدوحة لبدء محادثات غير مباشرة مع حماس، التي قد تكون إحدى المراحل الأخيرة قبل أن يتمكن الوسطاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بناءً على اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا الذي قدمته قطر للجانبين الأسبوع الماضي.