في ختام زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التوصل إلى “تفاهمات تاريخية” مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتعلق بقطاع غزة والمنطقة، بل وتمتد “لتتجاوزها”، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن تفاصيل هذه التفاهمات سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
هدنة مشروطة ومفاوضات معقّدة
وخلال مؤتمر صحفي، أوضح نتنياهو أن إسرائيل تعمل على إبرام اتفاق مؤقت للإفراج عن نصف الرهائن المحتجزين في غزة، أحياءً وأمواتًا، مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يتبعه مفاوضات حول وقف دائم مشروط بنزع سلاح حركة حماس، وإنهاء طابعها العسكري والحكومي في القطاع.
وقال نتنياهو: “إذا تحقق ذلك بالتفاوض، فهذا جيد، وإن لم يتحقق، فسننجزه بالقوة”. وأضاف: “نحن مصممون على استعادة الجميع، حتى لو اضطررنا للعودة إلى القتال بعد الهدنة”.
في المقابل، نقلت مصادر مطلعة في واشنطن عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الاتفاق قد يتم خلال أسبوع أو أسبوعين، لكنه مرهون بقبول حماس لتفكيك جناحها العسكري. ووصفت مصادر من حركة حماس، في تصريحات صحفية، المفاوضات التي جرت في الدوحة خلال الأيام الأربعة الماضية بأنها “صعبة” و”لم تحقق اختراقًا”.
وأعلنت حماس، الأربعاء، أنها وافقت على إطلاق سراح 10 رهائن، ضمن اتفاق مبدئي، لكنها اشترطت انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وضمان تدفق المساعدات، وتقديم ضمانات دولية لوقف دائم لإطلاق النار.
استمرار القصف وارتفاع حصيلة الضحايا
في سياق ميداني موازٍ، واصلت القوات الإسرائيلية قصفها العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 52 قتيلاً خلال يوم الخميس فقط، بينهم أطفال ونساء، بحسب الدفاع المدني في غزة.
وأوضح محمد المغير، مدير الإمداد الطبي بالدفاع المدني، أن من بين القتلى ثمانية أطفال وسيدتان في غارة استهدفت طابورًا أمام نقطة طبية في دير البلح، حيث كان المواطنون يصطفون لاستلام مساعدات غذائية.
كما أشار مراسل بي بي سي إلى أن غارة أخرى استهدفت شقة سكنية قرب دوار حيدر بغزة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينما قتلت طائرات الاحتلال خمسة آخرين – بينهم أم وأطفالها – في خان يونس جنوب القطاع.
حصيلة مروعة منذ بداية الحرب
ووفقًا لأحدث إحصاءات وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 نحو 57 ألفًا و680 فلسطينيًا، في حصيلة تعتبر من الأكثر دموية في تاريخ الصراع.