الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله حتى يرضى عنا سبحانه وحده لا شريك له.
الحمد لله الذي هيأ على أرض فلسطين رجالا ثابتين على الطريق، وهو وعد من الله لمن لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم حتى يتحقق التمكين لهذا الدين العظيم، وحتى يعود أقصى المسلمين حرا ترتفع فيه راية التوحيد ويتحقق فيه واقعا معنى التمكين.
لقد أصاب وأبدع المجاهدون في جنين ومخيمها البطل في تبنيهم لخيار جهاد وقتال العدو المحتل مادام محتلا للأرض المباركة، وقد أبطلوا عمليا في هذا السياق نظرية التعاون والتنسيق مع المحتل التي نتجت عن اتفاق أوسلو المخل.
لقد أصاب وأبدع المجاهدون في تحقيق الوحدة الشعبية في مقارعة العدو مترفعين عن كل الخلافات والاختلافات، وقد أبطلوا وأنكروا عمليا في هذا السياق حالة الانقسام والخصام الفلسطيني النكد التي نتجت عن مشاركة وتنازع التيار الوطني والإسلامي الفلسطينى حول الجزرة التي منحهم إياها -عن وعي- العدو الإسرائيلي وأسقطهم في خدعة السلطة والانتخابات.
لقد جانب الصواب الذين صدروا بيان النصر في جنين ومخيمها، وتحديدا في البند السابع عندما توجهوا بالشكر للعدو المحتل والغاصب لأربع عواصم عربية تقف هي وأهلها كما عموم الأمة مع قضية فلسطين، وتدفع من دمائها واستقرارها وأمنها نتيجة موقفها تجاه الأقصى وفلسطين.
إن البند السابع بند مشؤوم يورث غضب الله والهزيمة، لاسيما عندما يشير بالعرفان للمحور الملعون من صنعاء حتى طهران ، والذي أثخن في الأمة قتلا وحرقا وتجويعا وتشريدا .
إن البند السابع بند مدسوس وضعه في البيان شياطين الإنس المستخذين أمام ملالي إيران، من القيادات التي لا تغار على دماء الموحدين في اليمن والعراق والشام .
إن البند السابع ناكر للجميل وعمي عن المعروف إذ لم يكن مصيبا ولا منصفا ولا عدلا ولا وفيا عندما استبدل شكره الواجب لعموم الأمة العربية والإسلامية التي تبذل وتنفق وتساند فلسطين منذ قرن وحتى اللحظة ، بمحور إيران الملعون من صنعاء حتى طهران والذي يذيق الأمة وشعوبها العذابات والويلات .
إن البند السابع فاقد للانتماء عندما يشير بالشكر والتقدير والعرفان لمحور يقتل اخوانه المجاهدين والمقاومين في أمة عريضة هي أمة التوحيد وأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في العراق واليمن والشام.
إن البند السابع عنوان الخذلان لأمة تكتوى بنيران محور إيران ، فهل يستقيم أن نكون من الذين وصفهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم حتى يأتي وعد الله، ثم يكون في بياننا بند فيه خذلان لأمة تكتوى بنيران إيران.
إن البند السابع المشؤوم والمدسوس هو نقطة الخل التي وضعها شياطين الإنس من الشاذين في فلسطين ليفسد معادلة النصر ويذهب نقاء التوجه الذي برز في أصحاب الكهف في مخيم جنين .
فيا أهلي وناسي واخواني وأحبتي في جنين ومخيمها العظيم كونوا كأصحاب الكهف الذين هجروا الباطل كله وآووا إلى رب قوي جبار قهار عظيم هو الله وهو من يحقق النصر الوحيد ، وتخلصوا من شرك الفصائل الفلسطينية وقياداتها المستخذية أمام ملالي إيران المجرمين .
يا كتيبة جنين الصمود لتصنعي موقف التوحيد فالله لا يقبل أن يشرك به ، ولتنفضي عنك غبار الكفر الذي يبدأ بالعلاقة والشكر والعرفان لمحور معاد يمارس القتل والاحتلال والعدوان في كل محيط فلسطين القريب والبعيد .
لقد أصابت الأمة في دفعها وقتالها لملالي إيران وميليشياتها ومحورها الذي يحتل جزءا كبيرا وعظيما من بلاد المسلمين وينكل بالموحدين ويلعن أم المؤمنين ويحرق كتاب الله ويهدم مساجد المسلمين.
لقد أخطأت جنين في صياغة البند السابع الصادر في بيانها الكريم ، وعليها أن تعيد النظر فيه وتصحح سقطته ليعبر عن شكره وعرفانه للأمة التي ينتمي لها وتشكل حاضنته الحقيقية التي تنجيه، لا أن توجه الشكر والعرفان لمحور قاتل معاد للأمة ومستهدف لدينها ومقدساتها.
فيا كتيبة جنين ويا أيها المجاهدون والأبطال إياكم ثم إياكم أن تركبوا في قوارب إيران ومحورها اللعين من صنعاء وحتى طهران ، فهي قوارب الموت وغضب من الرحمن وسبب لزوال النصر وغياب التمكين.
يا مجاهدي جنين ومخيمها العظيم ويا أصحاب الكهف وفتيته المؤمنين في زمن العوج والتيه ، لتكونوا سببا في تصويب المسار الأعوج والمنحرف في فلسطين لا أن تكونوا ركبا فيه ، وأذكركم -واليوم جمعة- بسورة الكهف التي تبتدئ بقوله تعالى (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) وتنتهي بقوله تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك لعبادة ربه أحدا).
يا أهلنا في جنين وفي عموم فلسطين -ونحن تذرف منا الدماء تلو الدماء- في أمة عريضة تسيل فيها اليوم أنهار من الدماء، ألا يكفيكم أن يغفر الله لكم ويتقبلكم ويبشركم بالنصر القريب، فما بالكم ومحور إيران اللعين، وما بالكم وبال أمواله ودعمه الخبيث، ألا تؤمنون بأن الله لا يصلح عمل المفسدين، فكيف تكون إيران ومحورها اللعين من المقاومين والمصلحين ؟
يقول سبحانه وتعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) سورة النور الآية 55
مضر أبو الهيجاء
فلسطين-جنين
يوم الجمعة 19 ذو الحجة 1444 الموافق 7/7/2023