تقاريرسلايدر

نظام الملالي يطعن القضية الفلسطينية بخنجر مسموم

مرة أخرى، منطقة الشرق الأوسط غارقة في الدماء والنار والدمار وويلات الحرب القاتلة. وبينما دمرت حتى الآن آلاف المنازل في غزة وحدها ووصل عدد الضحايا إلى الآلاف والعدد يتزايد كل يوم وكل ساعة، فإن ملالي وحرس ولاية الفقيه المجرمة يجلسون في طهران بفرح مبتهجين والحرسي محسن رضائي، أمين المجلس الأعلى للتنسيق بين رؤساء السلطات الثلاث في نظام الملالي والقائد السابق للحرس يقول ممازحا: «الجمهورية الإسلامية ملتزمة بوعدها الأبدي بدعم الأخوة والأخوات الفلسطينيين».

لكن من لا يعلم أن خط خميني وخامنئي «الدائم» ليس نصرة للشعب والحركة الفلسطينية، بل كانت فعلتهم منذ البداية طعن القضية الفلسطينية وخيانتهم لها، بشعارات مخادعة مثل «يوم القدس» و«القدس عبر كربلاء» ودعم المقاومة.

وفي هذا الصدد، فطالما كان الراحل عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، على قيد الحياة، وبما أنه لم يكن يقبل ما يفرضه النظام الرجعي الحاكم في إيران، فقد كان هدفا لهجمات النظام الدعائية الأكثر حقدا وشراسة، وكان النظام يهدف إلى إحداث انقسام في الحركة الفلسطينية وإضعاف موقف عرفات ووضع عراقيل أمام خطه الذي كان إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وواصل النظام مؤامراته حتى تدبير لاغتيال عرفات.

وبعد عرفات، واصل النظام خط الانقسام والمعارضة لقيادة الحركة الفلسطينية، وجعل من محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، هدفا لأبشع الاتهامات في وسائل إعلامه.

وردا على هذه الإهانات الدنيئة أعلن الناطق باسم حركة فتح (نبيل ابوردينة) في بيان (2  أغسطس 2016): «لم نر إلا خيانة من الجمهورية الإسلامية».

وجاء في البيان أيضًا: «إن تدخل النظام الإيراني في سياسة القيادة الفلسطينية والشؤون الداخلية لفلسطين هو خدمة للمحتلين ولا يخدم إلا مصالح إيران الإقليمية وفي الوقت نفسه يضر بمصالح الأمة الإيرانية و علاقاتها مع الشعب الفلسطيني».

وفي الوقت الحاضر، وفي ظل المأساة الدموية التي تجري في غزة وفي المنطقة، لا يسعى الولي الفقيه المروج للحرب إلا إلى تحقيق أهدافه الشريرة وغير الإنسانية.

وفي 3 أكتوبر الجاري، حذر خامنئي الدول العربية خلال خطاب له من أن «الرأي النهائي» لنظام ولاية الفقيه هو أن «الحكومات التي تنتهج مقامرة التطبيع» مع إسرائيل ستخسر، وأضاف أن «الخسارة تنتظرها».. وقد كرر موقع خامنئي هذه العبارات وأبرزها.

وقال خامنئي في 20 سبتمبر الشهر الماضي: «الحرب وسعت حدودنا». وهذا تعبير آخر عن نفس المفهوم الذي عبّر عنه سابقاً بعبارة «العمق الاستراتيجي» وقال إنه إذا لم يقاتل اليوم في سوريا والعراق، فعليه أن يحارب الناس المنتفضين والشباب الثائر غدا في شوارع كرمانشاه وهمدان وأصفهان وطهران وخراسان.

لذلك، يتخذ وكلاؤه موقفا كملكي أكثر من الملك بينما نواياهم أمر مكشوف لدى الجميع. وكما قالت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية: لا یمکن لأحد أن ینخدع بمحاولة إبراهیم رئیسي، قاتل أبناء الشعب الإیراني ومجاهدي خلق، استغلال القضیة‌ الفلسطینیة بأن یطلب من الدول الإسلامیة دخول الحرب. وکان استغلال القضیة الفلسطینیة دأب هذا النظام الدؤوب منذ قدیم الزمان.

خامنئي ورئیسي یریدان تحویل الحرب إلی الحرب بین المسلمین والیهود بهدف التغطیة علی حرب شامل بین أبناء الشعب الإیراني والفاشية الدينية ونظام ولایة‌ الفقیه الذي یعیش علی الحروب والإرهاب والأزمات.

وتقول رجوي إن تقدیم رئیسي السفّاح التحیات لـ«الحاج قاسم سليماني» و«الإمام خميني والإمام خامنئي اللذين أرشدا وساندا الأمم في طريق المقاومة» لا یحتاج إلی الشرح!

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى