بينما قُتل نحو 20 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 30 ألفًا وتشرد مئات الآلاف من الناس في الصحاري، وصف رئيسي قاتل مجزرة 1988 مأساة غزة بأنها أساس «نظام عالمي عادل» وقال لتبرير كوارث سياسة النظام المثيرة للحرب وهو يبدي رضاه: «إنهم يجربون اختبارهم عند الله عز وجل»! حسب ما جاء في افتتاحية موقع مجاهدي خلق الإيرانية.
وتابع، كما أن الولي الفقيهالولي الفقيه المتعطش للدماء وممثليه من خطباء الجمعة يبدون سعادتهم من استغلال مآسي غزة ولا يستطيعون إخفاء سعادتهم ورضاهم.
وأعرب المجرم الملا سعيدي، رئيس المكتب السياسي العقائدي لخامنئي، عن رضاه وسعادته بإنجازات النظام من إثارة الحرب، حتى على حساب تكلفتها الباهظة التي تكبدها الشعب الفلسطيني قائلا: “والآن إذا ذكرنا إنجازاتها، سندرك أنها تستحق هذا القدر من التكلفة مقابل ما ستظهر إنجازاته للإنسانية… في المستقبل” (شبكة باران – 18 نوفمبر).
وقبل ذلك، كان الملا اعرافي خطيب الجمعة في صلاة الجمعة في مدينة قم قد وصف يوم 10 نوفمبر، تهجير وقتل الأطفال في غزة بـ«الإنجاز الكبير» للنظام وقال بوقاحة وهو يعرب عن سعادته: “هذه مرحلة جديدة وتشكيل جبهة جديدة داخل فلسطين ومحور المقاومة كان إنجازاً عظيماً، وحتى الآن هذا الإنجاز يستحق كل هذه المصاعب والمشاكل للأمة الفلسطينية والأمة الإسلامية”.
الولي الفقيه المروج للحرب وأزلامه، الذين يعتقدون أن بإمكانهم أن يصنعوا درعاً من دماء الأطفال وتهجير الشعب الفلسطيني لحماية النظام من الانتفاضة الشعبية داخل إيران، يعتبرون الحرب الدموية في غزة ليس إنجازاً لهم فحسب، بل إنجازاً عظيماً وفرصة لبقاء النظام.
وكتبت صحيفة «رسالت» الرسمية، الناطق باسم عصابة المؤتلفة الفاشية (15 تشرين الثاني (نوفمبر)، في مقال لها رداً على سؤال «هل كان الأمر يستحق ذلك مع آلاف الشهداء الفلسطينيين؟»: “مائة بالمائة!” قطاع غزة يعيش تحت حصار كامل منذ نحو 15 عاماً، والحياة لا تسير بشكل طبيعي…”
انهم يعبرون عن رضاهم وارتياحهم لتدمير وقضاء آلاف الفلسطينيين بسهولة مما يثير دهشة واستغراب بعض الجهات داخل النظام. وكتبت إحدى الصحف الحكومية، وهي تستغرب من ثقافة مسؤولي النظام وأدبياتهم المقززة فيما يتعلق بكارثة غزة وتقول: “إنهم يحللون كل شيء في حزمة سياسية داخلية ولا يهتمون حتى بأدبهم السياسي الخارجي، سواء كان هذا الأدب مفهوما أم لا لشعوب العالم وغيرها والحكومات؟ إنهم ينظمون أدبهم حسب الجمهور المحدود داخل البلاد، لأن قضيتهم ليست فلسطين ولا إسرائيل” (موقع حكومة بهار نيوز – 28 اكتوبر).
ومنذ وقت ليس ببعيد، وصف خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع لخامنئي، قتل الفلسطينيين بأنه قضية عادية تافهة ومقدمة لانتصار استراتيجي للنظام، وقال: «بالطبع، اعتاد الفلسطينيون على العيش مع عمليات القتل والجرائم.. ومن أجل تحقيق نصر استراتيجي، فإنهم على استعداد لدفع مثل هذه التكاليف».
هذا هو منطق الوحش الذي انتهت فترته التاريخية ويحتاج إلى الدمار والحرب لعرقلة إرادة الشعب ومواصلة حياته المخزية. وبهذا المنطق، تُرك مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين في سوريا لضمان بقاء النظام، وهو اليوم يستمتع حتى بالموت الرهيب للأطفال الرضع في المستشفى.
لقد أوضح أمير عبد اللهيان، وزير خارجية رئيسي الجلاد، في مقابلة تلفزيونية منذ وقت ليس ببعيد، سبب فرحة النظام بحرب ليس لها نتائج على الشعب الفلسطيني سوى الدمار والقتل، قائلا: “اليوم إذا لم ندافع عن غزة، فعلينا أن ندافع غدا في مدننا مقابل القنابل في مستشفيات الأطفال”.
وهذا هو أساس نظرية بقاء الوحش، التي طرحها خميني وخامنئي ونفذاها مرات عديدة بأشكال مختلفة.
يريد الولي الفقيه المروج للحرب أن يكون له غطاء للقمع والخنق بالحرب، وأن يبني سداً أمام بركان الانتفاضة الذي يمكن أن يحرق أساس النظام وجذوره. ولهذا السبب فهو يرى في الحرب فرصة لبقاء النظام، ولا يستطيع إخفاء سعادته ورضاه عن القتل والدمار في غزة.