تظهر تطورات الصراع الداخلي في نظام الولي الفقيه فشل خامنئي في توحيد نظامه، عدم جدوى دعواته للتلاحم والتآزر في مواجهة المقاومة، إخفاقه في الضغط على مسئولي إداراته للكف عن إعاقة بعضهم، وتجاهل السلطات الثلاث لدعوات التعاون التي يطلقها، مما أدى لانتشار الأزمة في أعمق الأجهزة المرتبطة به وبوزارة المخابرات.
كتب موقع «هم ميهن» الالكتروني أن الإنزال من هذا القطار سيتم عاجلاً أم آجلاً، لا يكمن الحل في محاولة الدخول إلى هذه الدائرة التي تميل إلى التضييق، فهي محدودة، تكتمل سعتها بسرعة، ولا تستوعب المزيد من الركاب، لذلك يجب إنزال بعض الأشخاص منها بين الحين والآخر وستستمر هذه العملية، مثل الثعبان الجائع الطويل الذي يأكل من ذيله، وكلما أكل ينقص حجمه وقوته، وفي هذه العبارة يمكن التقاط العديد من الاعترافات، بينها الاحتكار والانكماش سمة متأصلة لدى ثعبان سلطة ولاية الفقيه، كلما زادت المقاومة والتقدم في مسار الثورة ضاقت دائرة الحكم، وفي كل عملية جراحية يقترب ثعبان ولاية الفقيه من نهايته لأن كل ما يأكله يقلل من حجمه وقوته.
يقول النائب السابق في مجلس مدينة طهران حسن بيادي وهو راكب آخر في قطار خامنئي المنهك ان من المثير للاهتمام أن المجموعة التي كانت متعاطفة تحولت الآن إلى عدة فصائل، وهذا يدل على أن عملهم كان غبيًا، وهميا بلا خطة، ولم ينجح.
يعيد ذلك إلى الأذهان قيام خامنئي بدق مسمار الانكماش والتوحيد في نظامه بإزاحة رفسنجاني، فهو لا يرحم أحداً، وكلما زادت النار والمقاومة زادت سرعة تقلص نظامه وتدميره الذاتي، وفي وقت سابق لم يرحم خميني خليفته حسين علي منتظري عندما رأى بقاء نظامه في خطر.
في هذا السياق جاءت رسالة الولي الفقيه إلى الاجتماع الذي عقد في مدينة مشهد ـ بحضور وزير المخابرات، قائد فيلق الحرس، أمين مجلس الأمن الأعلى، والملا.. كلبايكاني رئيس مكتب خامنئي ـ التي تقيد بأن الأزمة تتجاوز السلطات الثلاث، نُشرت بعض تفاصيل الاجتماع، الذي أخفيت أخباره لمدة أسبوع بشكل مبطن في 22 من يونيو، وكتبت وسائل إعلام رسمية أن خامنئي حذر في هذه الرسالة وزارة المخابرات والحرس من عدم التفاهم بينهما، وأكد على أن موضوع المخابرات من أهم قضايا النظام، وان عدم التفاهم بين هذه الجماعات إحدى نقاط ضعف النظام.
جاء في بيان الذكرى الـ 41 لتأسيس المجلس الوطني للمقاومة انه “من أجل سد الفجوات التي لا نهاية لها وبغية عرقلة الانتفاضات القادمة، أي بقاء النظام على قيد الحياة ومنع السقوط الذي لا مفر منه، قام نظام ولاية الفقيه بتعيين رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 رئيسًا، لكنه في الواقع حفر قبره بيده، وكان مثل العقرب الذي يلدغ نفسه عندما تحيط به النار، لا تفسير لتعيين رئيسي سوى الخوف من الانتفاضة والاحتضار السياسي لولاية الفقيه .
عجز الولي الفقيه عن حل التناقضات الداخلية، واتباعه سياسة الانكماش يدفعه إلى حل أزمته بالإزالة والإقصاء، وفي ذلك وصفة لتآكل نظام الملالي العاجز عن حل أزمات البلاد، ومؤشر آخر على فقدانه توازنه، واقترابه من حافة الهاوية .
كما قالت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية : نظام ولاية الفقيه هو أوهن وأضعف مما تتصورون. وأن الانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني متجذّرتان وقويتان أكثر مما تتصورون.