“نــداءُ الشهيد”.. شعر: محمد التميمي
هـــذا الـنـداءُ الـحـقُّ فــي الـمـيدانِ … يــعـلـو فـيـبـعـث هِــمَّــةَ الـفـرسـانِ
يـهـفو الـنسيمُ مـن الـغيوبِ مـبشِّرًا … أهــــلَ الــجـهـادِ بـجـنَّـةِ الــرضـوانِ
فـسما الـفداءُ مـحبَّةً فـي ركـبِ مَن … صــدقـوا مـبـايـعةً لـــدى الـرحـمـنِ
قــد أرخـصـوا دمَـهم لأجـلِ عـقيدةٍ … فــــي الــسَّـاحِ إسـلامـيَّـةِ الإتــقـانِ
قـد خـابَ مَـن كرهَ الجهادَ فلم يكن … إلا ســلـيـلَ صُــويـحـبِ الـعـصـيـانِ
فــهـو الـسَّـنـامُ لأُمَّـــةِ الــهـادي بـــه … كـــــان الأمــــانُ وعــــزَّةُ الــبـلـدانِ
وبــظـلِّـه ألــفـتْ شــعـوبٌ خـيـرَهـا … واسـتـأنـسـتْ بــالأمــنِ والإيــمــانِ
ورفـيفُ زهـوِ الجودِ في ساح الفدا … حــمـلَ الـــدمَ الــفـوَّارَ أحــمـرَ قــانِ
مــازالَ فــي هــذا الـنـداءِ كـما تـرى … عـــــزًّا لــمـنـهـجِ ديـــنِــه الــربَّــانـي
ولأُمَّـــةٍ شــعـرتْ بــمـا يــجـري لـهـا … عـنـد الـتَّـقاعسِ مــن أذى و هــوانِ
ولــعـلـهـا عــلـمـتْ بــــأنَّ جــهـادَهـا … هـــو عـزُّهـا الـمـفقودُ فــي الـبـلدانِ
وهـــو الــعـدوُّ يـهـابُـها إنْ رفـرفـتْ … رايـــاتُــهــا بــالــسـيـفِ والـــقـــرآنِ
أولـــم تَـــرَ الـجـمـعَ الـقـلـيلَ بــغـزَة … هــــزمَ الـكـثـيرَ بـحـومـةِ الـمـيـدانِ
هــم صـفـوةُ الـفرسانِ جـندُ مـحمَّدٍ … بــاعـوا الـنـفـوسَ لــبـارئ الأكـــوانِ
ولـقـد طـغـى بـغيُ الـيهود وأمـعنوا … بــالـقـتـل والـتـهـجـيـر والــعــدوانِ
وبــكــلِّ مـايـنـدى الـجـبـينُ بـفـعـلِه … وهـــــم الــلـئـامُ بــقـيَّـةُ الــجــرذانِ
تـأبى قوى الإيمانِ أن يرضى الفتى … بــمــذلَّـةٍ فـــــي عــيـشـه وهــــوانِ
إنَّ الــشــبـابَ إذا دعـــتْــهُ رســالــةٌ … قــدســيــةٌ الــنـفـحـاتِ والــتـبـيـانِ
لــم يـرضَ حـكمَ الـظالمين وبـغيَهم … أو يـرضَ غـزوَ قُـوى الظلامِ الجاني
هــذا الـشـبابُ وقــد حـدتْهُ عـقيدةٌ … تــســعـى بـــــه لــمـآثـرِ الإحــســانِ
لايـنـثني عــن بـذلِ مـا فـي وسـعه … لـيـعيشَ عـيـشَ الـمـسلمِ الـمـتفاني
لــلــهِ لــلـدِّيـن الــــذي وافــــى بـــه … خــيــرُ الأنــــامِ مـحـمَّـدُ الـعـدنـاني
هـذا الـشباب الـشَّهمُ قـد جبلتْهُ في … هــــذي الــحـيـاةِ أنــامــلُ الإيــمـانِ
يـــرعــاهُ ربُّــــك لـلـنـهـوضِ بــأُمَّــةٍ … كــادت تـنـي فــي هـجـمة الـذؤبانِ
لـــكـــنَّـــه بـــجـــهــادِه ووفــــائــــه … ألـــغــى تـــآمــرَ نــخـبـةِ الــعــدوانِ
إذ هـــبَّ مـمـتـشقًا ســيـوفَ أعــزَّةٍ … لـــم يـذعـنـوا لـلـفـرسِ والــرومـانِ
هــاهـم بـأكـنـافِ الـمـرابـعِ أثـلـجـوا … مــنــا الــصُّـدورَ بــغـزوةِ الـطـوفـانِ
إذ أعــلــنـوهـا الـــيــومَ إســلامــيَّـةً … لاتــنـتـمـي لــمــسـارحِ الــشـيـطـانِ
لــلـشـرقِ أو لــلـغـربِ أو لــحـضـارةٍ … تـــدعــو إلــــى تـبـعـيَّـة الـسـلـطـانِ
فـالـمـرجـع الأعــلـى كــتـابُ إلـهـنـا … فــيــه الــسُّـمـوُّ لــرفـعـةِ الإنــســانِ
والــسُّــنَّـةُ الـــغــراءُ هَــــدْيُ نـبـيِّـنـا … صـــلـــى عــلــيــه اللهُ كــــــلَّ أوانِ
هـــذان مـرجـعُـنا ومـكـمـنُ فـخـرِنا … أبـــــدا يـصـونُـهـمـا دمُ الـشُّـجـعـانِ
وبـقـيَّةُ الـمـللِ الـوضـيعةِ لــم تـكـن … إلا لــطــمــسِ حــقــائــقِ الـــقـــرآنِ
كــم مــن شـقـيٍّ مـفلسٍ مـن رفـعةٍ … يــعـوي لـيـخـذلَ صـوتَـنـا الـربـانـي
والآخــــرُ الـمـنـبـوذ أشــهـرَ حــقـدَه … إذ جـــــاء بـالـتـدلـيـس والــبـهـتـانِ
والآخـــر الـطـاغـي الـلـئيم مـكـشِّرًا … عــــن نـــابِ حــقـدٍ عـــاد لــلأوثـانِ
عـــادى بــهـا الـعـلـماءَ مــن أبـرارِنـا … ورمـــى بــأهـل الـفـضـلِ لـلـسَّـجَّانِ
حـيـثُ الأذى مـاكان يـرهبُ عـصبةً … عــاشـتْ لــديـنِ اللهِ فــي الأزمــانِ
والــويـلُ ثـــم الــويـلُ لـلـطاغي إذا … ربُّ الــخــلائـقِ جـــــاءَ بــالــخُـوَّانِ
فـاستُؤصِلُوا بـيدِ الـشعوبِ ومُرِّغُوا … بــتــرابِ أهــــلِ أفــاضـلِ الـسـكـانِ
فـاسـمـعْ ولا تـعـجـبْ إذا شـاهـدْتـه … يــومــا يـــزولُ بـــه فــسـادُ كــيـانِ
أحـفـادُ صـحـبِ مـحـمَّدٍ هـبُّـوا فـما … يــجـدي الـلـئامَ عـسـاكرُ الـخـسرانِ
وهبوا الهدى أرواحَهم ما استسلموا … فــي ســوقِ أهــلِ تـجـارةِ الـعـبدانِ
فـالـيومَ أشــرقَ صـبحُ لـيلٍ دامـسٍ … ولَّــــى بــفـضـلِ مـشـيـئةِ الـرحـمـنِ
وعــلا بــه صــوتُ الـخلاصِ مـكبِّرًا … فـــي الـعـالَـمين يـــرنُّ فـــي الآذانِ
فـهـو الـنـداءُ نـداءُ مَـن بـذلوا الـدما … واسـتُـشْهِدُوا فــي سـاحها الـمزدانِ
فـالـدِّيـنُ بـــاقٍ والـشـبـابُ جـنـودُه … واللهُ يــحــمــي أكـــــرمَ الــركــبـانِ
أمـــا الــذيـن تــمـرَّدوا واسـتـهزؤوا … فـمـآلُـهـم فــــي الــحـشـرِ لـلـنـيرانِ
هــذا نـدائـي إخـوتـي فـاستعصموا … باللهِ لا بـــحــبــائــلِ الـــشــيــطــانِ
وأنــــا الـشـهـيـدُ إيْ وربِّــــي نـلـتُـه … رضــوانَ مَــن قــد جــادَ بـالرضوانِ
تـمضي لـياليكم سدى إن لم تدركوا … حــبــلَ الــنـجـاةِ بــطـاعـةِ الــديَّـانِ