في ظل سماء متوترة تشقها صواريخ العداء، تتحرك ناقلات النفط العملاقة كفرسان في ساحة معركة صامتة، الخليج العربي، ذلك الجسد الهادئ الذي ينبض بالطاقة، يستعد لموجة عاتية من الاضطرابات، بين دوي الانفجارات وصمت الأسواق، تكتب دول الخليج فصلًا جديدًا من سباق الزمن ضد الحرب.
تحذيرات الخبراء
محللون يرون أن زيادة الصادرات النفطية تعكس مخاوفًا من امتداد الصراع إلى منشآت حيوية، مضيق هرمز، شريان الطاقة العالمي، قد يصبح ساحة مواجهة، مما يدفع الدول إلى تعزيز احتياطاتها قبل فوات الأوان.
إحصاءات صادمة
كشفت شركة “كبلر” عن قفزة في صادرات السعودية بنسبة 16% خلال أسابيع، بينما سجلت الإمارات والعراق زيادة 10%. الأرقام تكشف استراتيجية واضحة: ضخ أكبر كمية من النفط خارج الخليج قبل أي اضطراب محتمل.
الصين.. الملاذ الآمن
مع تصاعد التوترات، تتجه أنظار المنتجين نحو العملاق الآسيوي، الصين، الشريك الأكبر، تستقبل كميات قياسية من النفط الخليجي، بينما تظل الوجهة الوحيدة تقريبًا للنفط الإيراني تحت وطأة العقوبات الأمريكية.
إيران.. مفارقة صعبة
رغم القصف الإسرائيلي، تمكنت طهران من زيادة صادراتها بشكل طفيف، وفقًا لـ”كبلر”. العقوبات تحاصرها، لكن نفطها يجد طريقه إلى السوق السوداء والموانئ الصامتة.
تأمين الحرب.. فاتورة باهظة
ارتفعت تكاليف تأمين الناقلات بنسبة 60% منذ بدء الأزمة، وفق شركة “مارش ماكلينان”. المخاطر تتحول إلى أرقام، والشحن يصبح رهانًا غير مضمون النتائج.
مفاجأة ترامب تهز الأسواق
أعلن الرئيس الأمريكي تأجيل قرار التدخل العسكري، مما تسبب في هبوط أسعار النفط 3%. لكن الخبراء يحذرون: التهديد لم ينته، والتقلبات ستظل سيدة الموقف.
ناقلات على خط النار
انخفضت أعداد الناقلات الفارغة في الخليج بشكل حاد، إشارة إلى أن الذروة قد تكون قريبة. كل برميل يُشحن اليوم قد يصبح غدًا رهينة في بحر من اللهب.
في لعبة الشطرنج الجيوسياسية، يتحول النفط إلى سلاح ودرع في آن واحد، دول الخليج تركض ضد الوقت، لكن السؤال يظل قائمًا: هل يكفي الذهب الأسود لشراء الأمان في وقت الإنفلات على أصوات الرصاص والصواريخ؟