المستثمر مكي ابراهيم: نحرص على التنوع السياحي لتحقيق التنمية السياحية المستدامة و تشجيع الاستثمار السياحي
تزخر الجزائر بالعديد من المقومات السياحية التي تمكنها من الريادة في هذا الجانب، إلا أن هناك معوقات تهدد السياحة في الجزائر و بالأخص السياحة الشاطئية و هذه المعوقات من شأنها ان تعرقل التنمية السياحية المستدامة ، التقينا بالمستثمر مكي إبراهيم الذي كشف لنا عن المعوقات التي تقف حجرة عثرة في طريق الاستثمار السياحي، علما أن إبراهيم مكي مهندس و حائز على جائزة برج المنارة التي شارك فيها 1000 متسابقا
قرية بوزجار السياحية médina grataloup بولاية عين تيموشنت هي عبارة عن منتجع سياحي يعود لإحدى المستثمرين الجزائريين الخواص، وهو السيد مكي إبراهيم، تضم مرافق عديدة منها سكنات سياحية مجهزة بوسائل الإقامة (أفرشة، أغطية، مطبخ ، حمام) كما تتوفر على مسبح ومطعم يقدم أكلات تقليدية وعصرية لتلبية أذواق زواره، تتوسطه خيمة صحراوية كبيرة للمصطافين من القبائل الرحّل، ما مكنها من جلب الكثير من الزوار والباحثين عن الراحة والاستجمام، وتتميز قرية بوزجار السياحية بهندستها المعمارية، حيث عمل صاحب المشروع على توفير الراحة للسواح، لاسيما و القرية السياحية تحيط بها جبال و تطل على الشاطئ، فتثير انتباه الزائر بجمال الطبيعة، تشعرك بعذوبة الحياة وأنت تمتع مسامعك بالموسيقى الهادئة، اختار صاحبها ما يروق ذوق الزائر، ما يجعله يحتار بين زرقة البحر وبياض هذه السكنات التي تشبه إلى حد ما بيوت النمل وقيل أنها تشبه بيوت الإسكيمو لاعتدال مناخها من الداخل.
قد يبدو الأمر هنا عادي جدا، فالحياة تغيرت أمام تنوع المشاريع التي تشهدها بلادنا في قطاع السياحة بعد فتحها المجال للاستثمار الخاص، استطاع صاحب المشروع بأفكاره أن يحسن من صورة الولاية لتكون سياحية بامتياز، فالحياة في المنتجعات السياحية تختلف عن الحياة في المدن الغير ساحلية، إذ يرتبط الإنسان بالبحر والماء والموج، يكون المكان أو الموقع أكثر شاعرية بل أكثر رومانسية، والذي ارتبطت حياته بالبحر لا يمكن أن يعيش بعيدا عنه، هي علاقة تشبه إلى حد ما بعلاقة بين حبيبين تجمع بينهما أسرار، ولذا جاءت هذه المنتجعات السياحية لمساعدة الإنسان من الهروب من حالة التوتر والقلق وضغوطات العمل التي يعيشها طيلة اشهر، كرد فعل طبيعي للبحث عن الهدوء والراحة النفسية، إذ نجده يسافر إلى عالم من الجماليّات ، يعيش لحظة صمت وتفاعل مع زرقة البحر والطبيعة.
عقبات تقف في وجه الاستثمار السياحي
التقينا بصاحب المشروع وهو المهندس مكي إبراهيم الذي فتح لنا قلبه ليحدثنا عن أثر الاستثمارات السياحية على التنمية الاقتصادية في الجزائر من خلال إنشاء المنتجعات السياحية وفتح أسواق سياحية، مشيرا أن فكرة إنشاء قرية سياحية راودته منذ التسعينيات (1990)، وشجعه ذلك قرار الحكومة لمرافقتها المستثمرين في إطار الشراكة الاقتصادية، والسياسة البنكية التي تتعامل بمنطق (رابح رابح)، القرية السياحية médina grataloup، حسب مكي إبراهيم أنشأت في سنة 2006 وتم إنشاؤها بلمسة جزائرية، تتربع على وعاء عقاري مساحته الإجمالية تقدر بـ«20 هكتار»، وقال أن اسم «قراتالو» يعود إلى مهندس اخترع الهندسة التحتية في سويسرا، اسمه «دانيال قراتالو»، حيث تم تصنيفها كتراث، وهي كما أضاف تتكون من مرافق سياحية، منها الإيواء، حيث تضم القرية 118 سكنا سياحيا، مسبح، مطعم ومساحات للترفيه، وهذا لتلبية أذواق العائلات والثقافة التي تنعكس عليها، ويحرص المهندس مكي إبراهيم على تحقيق التنوع السياحي وتطويره من أجل تحقيق التنمية السياحية المستدامة، وكمحرك للتنمية السياحية المستدامة يسعى السيد مكي إبراهيم إلى توسيع مشروعه السياحي، حيث ذكر عدة مشاريع ينتظر تجسيدها كالسياحة الدينية، السياحة الصحية، هذه الأخيرة تتمثل في إنشاء فندق صحي يختص في مختلف أنواع العلاج بما فيها العلاج بالمياه المعدنية، مع تأطيره طبيا وتجهيزه، إنشاء مسبح كبير ومزرعة للخيول ومدرسة لتكوين مرشدين سياحيين.
كل هذا المشاريع وما يتبعها من مرافق وملحقات خدماتية متنوعة، تنتظر تجسيدها لو حظيت بمرافقة السلطات ودعمها له وتقديم له كل التسهيلات، إلا أنه كشف عن بعض المعوقات التي تقف في وجه المستثمرين، فالقرى السياحية كما أضاف تقوم على أسس يجب اتباعها خاصة إذا تعلق الأمر بالبنى التحتية كالطرقات لضمان تنقل الزوار، فالطريق الذي يربط القرية السياحية «قراتالو» بالشاطئ غير مُعَبَّدِ، كما أن محطة تصفية المياه غير مربوطة كذلك بالمنتجع، وبحكم أن الشاطئ مؤجر من البلدية، فهذه الأخيرة لها مسؤوليات ينبغي أن تتحملها من أجل خلق الانسجام بينها وبين المستثمرين فهي تتولى استغلال الشاطئ في موسم الاصطياف وكان عليها أن تُعَبِّدَ الطريق لتسهيل حركة مرور المركبات من الشاطئ إلى المركب السياحي، يقول مكي إبراهيم نحن ننتظر الضوء الأخضر لتفعيل هذه المشاريع وأن تلقى اهتماما من طرف السلطات طالما هي تخدم الصالح العام وتساهم في التنمية المستدامة وتتطلع إلى مستقبل أفضل في ظل الجزائر الجديدة.
الجزائر – علجية عيش